مفكرون

من اطرف ذكرياتى السياسية اننى رافقت الدكتور بطرس غالى لحضور…


من اطرف ذكرياتى السياسية اننى رافقت الدكتور بطرس غالى لحضور اجتماع قمة اقريقية فى ليبيريا.. وكما ان هناك سفراء لامعين بوزارة الخارجية فهناك سفراء “نص كم” ( وعلى فكرة فوجئت بسفراء نص كم من فرنسا وايطاليا والمانيا فى بعض دول العالم الثالث).. المهم ان سفيرنا هناك كان رجلا طيبا لكنه كان محدود الامكانيات وكان يتفاخر بانه قادر على معرفة “نوع وماركة” اليوسكى وهو محمول فى الكؤوس عن طريق السفرجية وقبل ان يتذوقه… المهم انه لم يكن ينادى د. بطرس الا باسم: “معالى الباشا” .. وبرغم رجاحة عقل د. بطرس الا انه كان واضحا لى انه كان سعيدا بهذا.. وفى يوم جلست وحدى مع د. بطرس فى بهو الفندق الذى كان ينزل فيه وكان سيتحرك بعد دقائق للقاء رئيس جمهورية ليبيريا.. وقبل موعد التحرك ظهر السفير وقال بطريقته المسرحية: معالى الباشا.. فنظر اليه د. بطرس قائلا: خير؟ فيه ايه سيادة السفير؟ قال السفير: الحقيقة فيه هنا عادة بينبسطوا منها جدا واتمنى معاليك تعملها من رئيس الجمهورية لانها تعتبر تحية من سيادتك لشخصه وان معاليك عارف عاداتهم وتقاليدهم.. معاليك لما تسلم عليه “تطرقع ” صوابعك وانت بتسحبها.. وفرك الرجل الابهام والسبابة فصدر صوت طرقة قوية.. وجدت ابتسامة خبيثة على وجه د. بطرس وقال: سيادة السفير.. انت عارف معنى التحية دى ايه؟ وعارف اصل العادة دى ايه؟؟ واضح ان السفير لم يكن بتوقع هذا السؤال فخفض رأسه فى الارض وقال: منكم نستفيد بامعالى الباشا.. قال د. بطرس: زمان كانوا بيقطعوا صباع العبيد (السبابة) عشان ما يستخدموش السلاح.. فاللى يقدر بطرقع صوابعه ده معناه انه حر مش عبد.. فبيتفاخر بهذه الطرقعة لانها تثبت وضعه كرجل حر.. اتعملها ياسيادة السفير.. ثم اضاف: ومع ذلك انا مش حاعملها مع الرئيس

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى