مفكرون

#مقتطفات من كلمات القمني…


#مقتطفات من كلمات القمني

وتؤكد شواهد التاريخ أن ظهور الديانات الإبراهيمية منذ اليهودية الأولى كان مأساة أخلاقية تحمل العداء المستطير والكاره والحاقد لكل ما أنجزته الحضارة البشرية وأرسته من رفيع القيم، عندما حولت الانتماء الحضاري للوطن إلى انتماء للطائفة الدينية، وسلب الولاء عن الوطن وإحالته إلى السماء وحدها، فكان أن بدأ في تاريخ البشرية انقسام مجتمعات الحضارات على نفسها، وسفك دم المواطن لأخيه المواطن إخلاصًا للطائفة، وعاد ما كان محرمًا تحريمًا عظيمًا في الحضارات القديمة ليطل برأسه من جديد، فيقتل الإنسان أخيه الإنسان ويستعبده ويسبي نساءه ويأكل لحمه حيًّا.
ولم يسجل التاريخ مذابح وبحور دم مثلما سجل مع الحروب الدينية للديانات الإبراهيمية، بينما بلد مثل مصر القديمة لم تعرف الاسترقاق، ولم تمر بعصر عبودي، ولم تقتل الأسرى، بل كانت تستجلبهم من بلادهم لتعيد تربيتهم بثقافتها وتعيدهم لبلادهم، ليكونوا سفراء للحضارة، وفي كل النصوص والنقوش لا تجد نقشًا واحدًا لامرأة أسيرة، فلم يكن بين أسرى الشعوب المهزومة نساء بالمرة وبالمطلق. ولم يتم انتهاك امرأة لأنها من بلاد أجنبية أو بلاد محاربة؛ لأن قيم المصري القديم كانت قد ارتقت به عن مثل هذا الفعل المشين.
عندما احتدم الأمر بالبشرية ما بين الطرائق السماوية واختلافها وتنازعها على سيادة رب من بينها دخلت عصورًا من الآلام والمحن، وعادت البشرية تبحث عن مخرج فاكتشفت المنهج العلمي في التفكير كأفضل المناهج لحل المشاكل بالعقل البشري وحده؛ مما أدى لقيام عصر النهضة الذي لم يقم على أي مما جاءت به الأديان الإبراهيمية، بل عاد إلى المنجز الحضاري القديم عند اليونان والرومان والقانون المصري (الماعت) وقوانين حامورابي وفلسفة الحكي التعليمي في ملاحم أوزيريس وجلجامش؛ لأنها كانت صاحبة القيم البشرية التي نسجها العقل البشري، بينما في بلادنا يهتف الشيخ محمد حسان بالمسلم: “إذا عارض عقلك إسلامك فضع عقلك تحت جزمتك”.. !!.
هم يعيدون ويزيدون: (إن الحكم إلا لله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون والفاسقون)؛ وذلك لعجز عقلهم عن وضع القوانين والقيم فيستوردونها “دليفري” من السماء، وأيضًا لآفة وعلة خطيرة في بنيانهم، هو اعتقادهم بقصور العقل البشري عن معرفة صالحه، وهو السبب في عدم قدرتهم على فهم المنجز العقلي البشري التاريخي والحاضر، فيعطونه قفاهم ببساطة إنكارًا لوجوده كما تفعل النعام والأنعام.

نشر ٢٨-٦-٢٠١٣
#سيد_القمني
#ادمن يوسف


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى