التنمية البشرية

مشروعنا.بالعقل نبدأ | لماذا لا يحترم الإعلام العربي رمضان ؟ لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهي بدلا من


لماذا لا يحترم الإعلام العربي رمضان ؟

لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهي بدلا من شهر روحاني ؟
لست شيخا ولا داعية ، ولكني أفهم الآن لماذا كانت والدتي تُدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان .
كنت طفلا صغيرا ناقماً على أمي التي منعتني وإخوتي من مشاهدة الفوازير بينما يتابعها كل أصدقائي .. ولم يشف غليلي إجابة والدتي المقتضبة "رمضان شهر عبادة مش فوازير"
لم أكن أفهم منطق أمي الذي كنت كطفل أعتبره تشددا فى الدين لا فائدة منه .. فكيف سيؤثر مشاهدة طفل صغير لفوازير على شهر رمضان؟
من منكم سيُدير جهاز التلفاز ليواجه الحائط في رمضان؟
مرت السنوات وأخذتني دوامة الحياة وغطى ضجيج معارك الدراسة والعمل على همسة سؤالي الطفولي حتى أراد الله أن تأتيني الإجابة على هذا السؤال من رجل مُسن غير مُتعلم فى الركن الآخر من الكرة الأرضية ، كان ذلك الرجل هو عامل أمريكي في محطة بنزين اعتدت دخولها لشراء قهوة أثناء ملء السيارة بالوقود فى طريق عملي وفي اليوم الذي يسبق يوم الكريسماس دخلت لشراء القهوة كعادتي فإذا بي أجد ذلك الرجل مُنهمكاً في وضع أقفال على ثلاجة الخمور ،وعندما عاد للـ (كاشير) لمُحاسبتي على القهوة سألته وكنت حديث عهد بقوانين أمريكا :
لماذا تضع أقفالاً على هذه الثلاجة ؟
فأجابني: هذه ثلاجة الخمور وقوانين الولاية تمنع بيع الخمور في ليلة ويوم الكريسماس يوم ميلاد المسيح .
نظرت إليه مُندهشا قائلاً : أليست أمريكا دولة علمانية .. لماذا تتدخل الدولة فى شيء مثل ذلك ؟
فقال الرجل :"الاحترام.. يجب على الجميع احترام ميلاد المسيح وعدم شرب الخمر في ذلك اليوم حتى وإن لم تكن مُتديناً .. إذا فقد المجتمع الاحترام فقدنا كل شيء"
الاحترام .. (الاحترام) ظلت هذه الكلمة تدور فى عقلى لأيام وأيام بعد هذه الليلة .. فالخمر غير مُحرم عند كثير من المذاهب المسيحية فى أمريكا.
ولكن المسألة ليست مسألة حلال أو حرام .. إنها مسألة إحترام .. فهُم ينظرون للكريسماس كضيف يزورهم كل سنة ليذكرهم بميلاد المسيح عليه الـ///ــلام .. وليس من الاحترام السُكر فى معية ذلك الضيف .. فلتسكَر ولتُعربِد فى يوم آخر إذا كان ذلك أسلوب حياتك .. أنت حُر .. ولكن فى هذا اليوم سيحترم الجميع هذا الضيف وستضع الدولة قانونا !
هل يمكن أن نضع نَحنُ قانوناً لإحترام شهر رمضان !

د. مصطفي محمود


اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى