كتّاب

مروان الغفوري | قبل وقت قصير ذهب ٦١ شخصا للصلاة في كنيسة بواشنطن. أخذوا


قبل وقت قصير ذهب ٦١ شخصا للصلاة في كنيسة بواشنطن. أخذوا استراحة، تبادلوا الكلام، أخذوا بعض المشروبات، ثم عادوا للصلاة. كان بينهم رجل قال إنه يعاني من تعب وخمول منذ ثلاثة أيام.

في الأيام اللاحقة أصيب منهم ٥٣ بفيروس كورونا، مات منهم اثنان.
كلهم حصلوا على الفيروس من تلك البقعة ..

حدث شيء مشابه في جنوب ألمانيا، في صلاة كنسية. اعترفت الكنيسة بالأمس: لقد كذبنا بخصوص التزامنا بالتعاليم، الحقيقة أننا أنشدنا من غير كمامات.

حتى الآن بلغت الإصابات ١٠٦ .. كلها قادمة من تلك البؤرة

حيث شخص واحد، يطلق عليه الناقل العظيم
أو:
Superspreader
قادر على إغراق مجتمع بالكامل.

ليس في الأمر من مزاح، ولا هي خلط للحقيقة بالخيال.

وقبل أيام في اليونان، احتفل الأرثوذكس الراديكاليون بواحد من أعيادهم، واحتسوا "الدم المقدس لليسوع"، الجميع من الإناء نفسه. قال مسؤولو الكنيسة الرفيعة: الفيروس لا يمكنه أن يعيش في إناء مقدس. وتدحرجت الكرة الفيروسية المشرشرة من جديد..

أمس المساء قال لي أحد أطباء العناية المركزة في رسالة صوتية:
أدخلت أربعة مصابين بالفيروس في اليومين الماضيين إلى المستشفى. أخذت منهم جميعا "التاريخ الديني": أين صلوا، ومتى كانت آخر صلاة جماعية. كانت إجاباتهم مفزعة. لقد تركوا خلفهم قنابل بيولوجية لا يدري أحد إلى أي مدى ستنفجر.

هذا الكوكب مسلي على نحو قاتل. وسبق لأحد الأشرار أن قال:
لا تستغربوا من استهتار الناس بالفيروس، ففي عالم العجائب هذا يوجد كل شيء، حتى إنك قد تجد أناسا يشجعون ريال مدريد.
هذا التعليق غير مضحك، أعرف ذلك .. خذوا مما كتبته أعلاه هذه المسألة:
الانفجارات الفيروسية ستحدث على نحو متتال في الأيام القادمة. ثمة دراسة مذهلة نشرتها دورية ساينس في اليومين الماضيين. ناقشت الدراسة سؤال: لماذا يصيب أحدهم مائة، وبعضهم لا يصيب أحدا بالمطلق؟
ولماذا أغلب المصابين لا ينقلون المرض وينحصر "النقل/الانتقال" في فئة صغيرة من المرضى ..

الدراسة إياها وضعتنا من جديد في مواجهة مع الكلاستر (العناقيد/البؤر)، بحسبانها الإجابة.

هي المشكلة الحقيقية وليس المخالطات الفردية.

كلما كثرت العناقيد في البلد كان احتمال الانفجار فيه أعلى.

احذروا العناقيد، البؤر الكلاستر

م.غ

مروان الغفوري | كاتب يمني

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى