كتّابمفكرون

“محمد الماغوط”…


“محمد الماغوط”
منذ ١٤٠٠ عام عاشوا في البراري، ناموا في المضارب،
أضاؤوا لياليهم بإشعال الزيت والحطب……
لم يعرفوا غير الرعي والسبي والغزوات
تيّمموا بالتراب …
تقاتلوا … تحاربوا … تناحروا … تزاوجوا
منذ ١٤٠٠ عام تركوا لنا قصصاً وسيراً ذاتية وأحاديثاً ونصوصاً
قالوا أنها مقدسة كما قال الذين من قبلهم ……
وبعد ١٤٠٠ عام يتوّجب علينا:
أن نفكّر كما كانوا يفكرون……
أن نلبس كما كانوا يلبسون …..
أن نعيش كما كانوا يعيشون……
أن نتقاتل كما كانوا يتقاتلون……
أن نتزوّج كما كانوا يتزوّجون ……
١٤٠٠ عام من التزوير والمطلوب أن نصدّق كل ماوردنا ونحن نشهد تزوير الحاضر
١٤٠٠ عام من التمترس خلف شخصيات وحكايات لا نعرف شيئاً عن حقيقتها ….. ويتوجب علينا أن:
لا نخرج من عباءاتهم ……….
أن نقتدي بهم …..
أن نمتثل لهم……
أن نتعلم منهم وأن ننتقم لهم وأن نبكي عليهم……
وأن نسير في مواكب تشييعهم وأن نزور أضرحتهم حتى اليوم ……
١٤٠٠ عام ونحن نُفسّر ماذا قالوا ولماذا قالوا وماذا كانوا يقصدون ……
١٤٠٠ عام من الصلوات والدعاء على اليهود والنصارى
لتشتيت شملهم … ولم يتبقى لنا شمل……
لتدمير أوطانهم …… ولم يتبقى لنا أوطان
لسبي نسائهم ولم تُسبى إلا نساء المسلمين
١٤٠٠ عام من صلوات الإستسقاء …. والأمطار تغمر العالم إلا بلاد المسلمين
١٤٠٠ عام من الزكاة وعدد الجياع والمحرومين يزداد كل يوم في بلاد المسلمين ….
١٤٠٠ عام من الصيام والبطون تكبر والأوزان تزيد عند شيوخ المسلمين ……….
١٤٠٠ عام من رجم الشيطان .. والشيطان يتكاثر في بلاد المسلمين …….
أيتها الأمة النائمة : إنّ من تصلّون وتدعون عليهم وصلوا إلى الفضاء وناموا على سطح القمر وشطروا الذرّة وجزّأوا الثانية واخترعوا الثورة الرقمية
وأنتم لم تفلحوا إلا بثورة الأعضاء التناسلية وتتدارسون حتى اليوم طريقة دخول المرحاض وماذا يفسد الوضوء غير المرأة والكلب الأسود…….
وعندما اجتهد العلماء توصلوا إلى جهاد النكاح وسفاح القربى وإرضاع الكبير ومضاجعة الوداع للزوجة الميتة
وكتبوا كتباً في الطريقة النبوية السليمة في نكاح المرأة والبهيمة …………..
أيتها الأمة النائمة: ألا يحق لعقولنا أن تتأثر بهذا الفيض من المعارف والعلوم والتكنولوجيا التي تحيط بنا؟
وهل يتوجّب على عقولنا أن تبقى رهينة وهي تنصت للأحاديث التي دارت في ذاك الغار منذ ١٤٠٠ عام وتنهل منها كلّ العلوم لطالما كانت صالحة لكل زمان ومكان كما تدّعون.
ولو كانت صالحة، لماذا بقينا على تخلفنا ؟ ولماذا لم يأخذ منها الغرب؟
عندما نضع الحصان لفلاحة الارض …والحمار للسباق،
فلن نجني خيراً ولن نكسب الرهان…

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى