قضايا المرأة

. ما كان يحدث معنا في أثناء جلسات البوح التي كانت من أكثر المهام مشقة خلال عملي …


الحركة النسوية في الأردن

.
ما كان يحدث معنا في أثناء جلسات البوح التي كانت من أكثر المهام مشقة خلال عملي في مجال الدعم النفسي للنساء المعنفات والمهمشات، وتشجيعهن على البوح والتحدث عن مشكلاتهن، كان الإصغاء لبوحهن باهتمام الخطوة الأولى لبناء جسر من الثقة والأمان الضائع؛ كانت لحظة مسروقة من فم الأوجاع، ومحاولة في طريق التعافي، وتمكينهن من اتخاذ القرار في حياتهن الشخصية.
حين يسردن معاناتهن في الحياة، مع أشكال العنف الذي برع العقل الذكوري في تدويرها عبر العصور وبإقرار مبرم ممن بيدهم القانون والشرع والأعراف المجتمعية، من دون اعتبار لإنسانية المرأة المنتهكة، فمصطلح المساواة بين الرجل والمرأة لا زال تائهاً في الوصول إلينا.

تقول صديقتي الكاتبة السودانية د. #إشراقة_مصطفى في مقدمة الكتاب الذي كان نتاج مشروعنا المشترك لدعم النساء المهاجرات وتشجيعهن على كتابة سيرهن المعنون باسم “نون المنفى… سيرة نساء من هناك”: “لا أحد سوانا يستطيع أن يكتب سيرتنا، وحكاياتنا، وأحلامنا، وعذاباتنا، وهواجسنا، وإحباطاتنا، وحقول الألغام التي تنبت كل يوم في طريقنا، لا أحد سوانا…”.

لقد كانت #نوال_السعداوي محقة بقولها، وكأنها كانت في قلب كل امرأة، وهي التي جعلت من كتاباتها ثورة ضد ظلم الإنسان، وظلم المرأة: “لا تحدث الثورات في الخفاء، والثورة والكتابة كلتاهما لا تعرفان السرية. حطمي قفل الدرج واكتبي في النور، واغضبي، وثوري، ولا تستكيني”.

مما لا شك فيه أن التعبير والتدوين بالكتابة يستدعيان الكثير من الشجاعة للتغلب على شبح الخوف والتحرر من التابوهات، وسلطة الذات، لذلك لا أحد يمكنه أن ينفي أهمية ما كتب من الإرث الذي تركته الكتابات النسوية من الأدب والفكر والسير الشخصية، لنساء تخطين الحدود الجغرافية، وتغلبن على الخوف والصمت، أو الوقوف أمام حاجز الاعتبارات المجتمعية. كانت إنسانيتهن بذواتهن هي الحبر الذي كتبن به مسيرتهن.

وأعتقد بأن الكتابة كانت ولا زالت من الطرق المثلى لمناهضة العنف ضد المرأة، فأن تسرد امرأة واحدة عن حياتها، فهي بذلك تزيل حملاً عن ظهرها، ولكن امرأة واحدة حين تكتب، ترمي أعباء جمة عن الكثيرات من أمثالها، وهنا تكمن أهمية تحويل السرد الشفاهي إلى تاريخ مدون من قبل النساء أنفسهن.

الكتابة شكل من أشكال النضال النسوي، الذي يحتاج إلى صبر طويل، وهي تتوجه إلى مجتمع ينظر إلى المرأة بعينين إحداهما ذكر، والأخرى عوراء. ولكن الفكرة تكمن في أن نعلم أولاً بأن نكتب عن أنفسنا الحقيقية كنساء.
وإلى أن يتحقق حلم العدالة الاجتماعية، أمامنا متسع من الوقت، والكثير من الأشياء التي يجب أن نكتب عنها.

كتابة: #ماريا_عباس على @rasef22

.
ما كان يحدث معنا في أثناء جلسات البوح التي كانت من أكثر المهام مشقة خلال عملي في مجال الدعم النفسي للنساء المعنفات والمهمشات، وتشجيعهن على البوح والتحدث عن مشكلاتهن، كان الإصغاء لبوحهن باهتمام الخطوة الأولى لبناء جسر من الثقة والأمان الضائع؛ كانت لحظة مسروقة من فم الأوجاع، ومحاولة في طريق التعافي، وتمكينهن من اتخاذ القرار في حياتهن الشخصية.
حين يسردن معاناتهن في الحياة، مع أشكال العنف الذي برع العقل الذكوري في تدويرها عبر العصور وبإقرار مبرم ممن بيدهم القانون والشرع والأعراف المجتمعية، من دون اعتبار لإنسانية المرأة المنتهكة، فمصطلح المساواة بين الرجل والمرأة لا زال تائهاً في الوصول إلينا.

تقول صديقتي الكاتبة السودانية د. #إشراقة_مصطفى في مقدمة الكتاب الذي كان نتاج مشروعنا المشترك لدعم النساء المهاجرات وتشجيعهن على كتابة سيرهن المعنون باسم “نون المنفى… سيرة نساء من هناك”: “لا أحد سوانا يستطيع أن يكتب سيرتنا، وحكاياتنا، وأحلامنا، وعذاباتنا، وهواجسنا، وإحباطاتنا، وحقول الألغام التي تنبت كل يوم في طريقنا، لا أحد سوانا…”.

لقد كانت #نوال_السعداوي محقة بقولها، وكأنها كانت في قلب كل امرأة، وهي التي جعلت من كتاباتها ثورة ضد ظلم الإنسان، وظلم المرأة: “لا تحدث الثورات في الخفاء، والثورة والكتابة كلتاهما لا تعرفان السرية. حطمي قفل الدرج واكتبي في النور، واغضبي، وثوري، ولا تستكيني”.

مما لا شك فيه أن التعبير والتدوين بالكتابة يستدعيان الكثير من الشجاعة للتغلب على شبح الخوف والتحرر من التابوهات، وسلطة الذات، لذلك لا أحد يمكنه أن ينفي أهمية ما كتب من الإرث الذي تركته الكتابات النسوية من الأدب والفكر والسير الشخصية، لنساء تخطين الحدود الجغرافية، وتغلبن على الخوف والصمت، أو الوقوف أمام حاجز الاعتبارات المجتمعية. كانت إنسانيتهن بذواتهن هي الحبر الذي كتبن به مسيرتهن.

وأعتقد بأن الكتابة كانت ولا زالت من الطرق المثلى لمناهضة العنف ضد المرأة، فأن تسرد امرأة واحدة عن حياتها، فهي بذلك تزيل حملاً عن ظهرها، ولكن امرأة واحدة حين تكتب، ترمي أعباء جمة عن الكثيرات من أمثالها، وهنا تكمن أهمية تحويل السرد الشفاهي إلى تاريخ مدون من قبل النساء أنفسهن.

الكتابة شكل من أشكال النضال النسوي، الذي يحتاج إلى صبر طويل، وهي تتوجه إلى مجتمع ينظر إلى المرأة بعينين إحداهما ذكر، والأخرى عوراء. ولكن الفكرة تكمن في أن نعلم أولاً بأن نكتب عن أنفسنا الحقيقية كنساء.
وإلى أن يتحقق حلم العدالة الاجتماعية، أمامنا متسع من الوقت، والكثير من الأشياء التي يجب أن نكتب عنها.

كتابة: #ماريا_عباس على @rasef22

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

الحركة النسوية في الأردن

زر الذهاب إلى الأعلى