ماهو الهــــــــــدف من تغيير المناهج الدراسيه في مناطق…

ماهو الهــــــــــدف من تغيير المناهج الدراسيه في مناطق سيطره المليشيا الحوثيه؟…

مـصـطـفـي مـحـمـود

لم تكن المؤسسة التعليمية خارج منظومة الحوثي السلاليه ، بل جعلوها إحدى أهم أدواته في صناعة اليمن الهاشميه في مناطق سيطرة الحوثي
(الدولة والمجتمع)، المناهج الدراسية الأداة الأبرز في استزراع القيم الأحادية السلاليه الأماميه التي تكرس المطابقة بين اليمن وشخصية السيد الرمز الأسطورية الجامعة لكل الصفات الربانيه الخارقة.

مما لا شك فيه أن هدف العملية التعليمية هو صناعة الإنسان اجتماعيًا وأخلاقيًا وتربويًا وسياسيًا وجماليًا، وتنهض المناهج الدراسية بجزء رئيس من هذه المهمة الراقية؛ لأنها تشكل حجر الزاوية في بناء العملية التعليمية ذات الأركان الأربعة: الطالب، الكتاب التعليمي، المعلم، الإدارة والبناء المدرسي. فالمناهج الدراسية تشكل الهوية الفكرية والاجتماعية والمعرفية والوطنية لمتعلميها، سواء أكان هذا المتعلم يعيش في ظل نظام جمهوري ديمقراطي تكون فيه المناهج الدراسية منفتحة ومرنة تشجع على الإبداع والتفكير النقدي الحر، وتسعى لتخلق مواطنًا واعيًا وفاعلًا في حياته الفردية والاجتماعية والوطنية، أم كان هذا المتعلم خاضعًا لسلطه مليشاويه سلاليه ، تسعى فيه المناهج الدراسية المنغلقة إلى تقسيم اليمنيين الۍ فيئتين سادة.. ورعاع .. وخلق الرعية أو قطيع الطائعين لكل ألاوامر الأجراميه الشريرة، كما هي الحال في “منطاق سيطرة الحوثي “. من تعميق الولاء إلى تأصيل الطاعة:

تشكّل تغيير المناهج الدراسية واستمرار تدريسها لمايقارب عقد من الزمن انعكاسًا دقيقًا للطبيعة العنصريه الأماميه السلاليه الثابتة التي تحاول تكريس سرديتها الأبدية في احقيتها الالهيه حكم اليمنيين إلى الأبد. وهذه السردية السلاليه من ضرورياتها ان تكون المناهج الدراسيه متخلفة عن مواكبة تحولات العصر، ومتكلسه من اجل أبعاد أجيالًا يمنيه عديدة عن الاطلاع على تطورات المعرفة الإنسانية ومواكبتها. … لم يخرج التغيير الشكلي للمناهج الدراسية عن تتكريس الولاء للسيد علم الهدۍ والايمان بالولايه الهاشميه وحسب بل ايضا تغيير يمس جوهر المناهج الدراسية لتكرس التربية على الاجرام المليشاوي السلالي

ولم تكن تغيير المناهج الدراسيه من قبل الحوثي عفويه في الوقت الذي فيه تزداد معارضته ومناهضته يوما بعد يوم من قبل اليمنيين ..بل جاءت لمعرفة الخبراء الايرانيين بدور هذه المناهج وأهميتها في حرب الحوثي على الشعب اليمني منذ عام 2014م… فالحرب الحالية على اليمن في جزء كبير منها حرب فكرية، تستهدف الهويه اليمنيه و العقول والمفاهيم والمبادئ، وتتطلب في المقابل تركيزًا وعملًا ملحا لتطوير المناهج التربوية في مناطق سيطره الحوثي لتكون قادرة على تكريس مفهوم الطاعه لأل البيت الحوثيين…

لم تكن الإيديولوجيا الحوثيه السلاليه مبثوثة في عدد من المواد الدراسية كالتربية الاسلاميه والتاريخ واللغة العربية، بل إن بناء المناهج الدراسية كاملة قائم على تأصيل العنصريه السلاليه والاجرام الحوثي

أاخيرًا، إن المناهج الدراسية في مناطق سيطرة الحوثي غير مؤهلة لتربية متعلمين فاعلين مؤثرين في حاضرهم ومستقبلهم، بل تخلق يمنيين عبيدًا ورعية مستعدين لتدمير الوطن وحرقه وإسقاطه، من أجل بقاء السيد علم الهدۍ عبده الحوثي وعرينه الزائف. لذلك، لا بد أن تأخذ أي عملية لإعمار اليمن بجدية أهمية المناهج الدراسية اليمنيه بشكل عام ودورها في صناعة حاضر اليمن ومستقبله التي لا تتحقق إلا بالانتقال من التربية على الزنبله إلى التربية على المواطنة وحقوق الإنسان في الحرية والعدالة والكرامة، وهي القيم التي خرج من أجلها الشعب في مقاومته الحاليه على المليشيا الحوثيه السلاليه العنصريه..

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات