مفكرون

لو تتابع تعليقات العرب على الصفحات الإسرائلية باللغة العربية…


لو تتابع تعليقات العرب على الصفحات الإسرائلية باللغة العربية ستجد صنفان من المعلقين.

صنف يمجد إسرائيل، ويشكرها وينظر اليها كأنها الدولة الإله، وهذا الصنف يساهم بترسيخ صورة العربي المنهزم الذليل.

وصنف يبيح سفك دمهم، يشتم خواتهم، غاضب بشكل مضحك وأهبل، يساهم بإعادة ترسيخ صورة العربي الهمجي والمنهزم ايضا.

وبين التطرف العربي من كلى نواحيه يضيع العربي العقلاني كالعادة وتسود صورة العربي الغاضب والمهزوم قليل الحيلة، ما عدا الشتم عالانترنت أو طعن اطفال المستوطنين في بيوتهم.

قلة هم العرب الذين يفهمون تاريخ القضية الفلسطينية وينظرون اليها من منظور انساني متفهم لوضع الإنسان في كل مناطق هذه الرقعة من الأرض، قلة هم العرب الذين ينظرون للقضية ضمن سياقها التاريخي الصحيح مع الفهم لجميع العوامل التي أدت لقيام دولة إسرائيل وطرق توسعها وأسباب ومجيء اليهود من شمال افريقيا واليمن والعراق واوروبا وقلة هم الذين يفهمون الظروف التي أدت لرسم حدود سايكس بيكو.

قلة هم الذين يفهمون الثمن الذي يدفعه الانسان الفلسطيني مقابل أخطاء عربية تاريخية وهزائم جلبناها على انفسنا نحن. وقلة قليلة جدا من العرب هم الذين يبحثون عن حلول حقيقية لتحسين ظروف الفلسطينيين.

فالعربي غاضب للشرف وإغتصاب العرض وللمقدسات، اكثر بكثير مما هو غاضب لمأساة الإنسان في مخيامات اللجوء وهذه هي المشكلة. هذا النوع من صب الغضب في المكان الخاطئ هو الذي يدفع البعض للتهليل لعمليات طعن اطفال مستوطنين في مطبخ بيتهم. الغضب مباح، بل وهو مطلوب، على أن يكون للإسباب الصحيحة وعلى أن تتبعه الحنكة والعقلانية اللتي تتطلبها هكذا مواقف معقدة.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى