قضايا المرأة

لمن الاضراب؟ عندما انضمينا للدعوة إلى الاضراب للاحتجاج على قتل النساء، كنا نفكر…


🔺لمن الاضراب؟

عندما انضمينا للدعوة إلى الاضراب للاحتجاج على قتل النساء، كنا نفكر في القتل كما العنف كحلقة متقاطعة لا تشمل الجندر فقط، بل تتعداه نحو صروح متعددة وعنيفة من الاضطهاد، فكرنا في الفقد الخارج عن الصورة الواحدة، عن سرقة الحيوات الهامشية والتي عادة ماتستثنى من السرد كما التوثيق، فكرنا في القتل كنقطة نهاية لتاريخ طويل من العنف والموت الرمزي. فكرنا في جرائم قتل العاملات المنزليات، والنساء المثليات والعابرات، فكرنا في قتل اللاجئات والنساء الأصلانيات، في قتل المهاجرات/ين على الحدود الاستعمارية العنصرية، في قتل النساء السود على يد أجهزة الشرطة في الشتات الافريقي، فكرنا في قتل النساء الافريقيات على يد المؤسسات العسكرية الانقلابية، فكرنا في قتل الثائرات في الميادين وتشابك النظام الأبوي مع النظام الرأسمالي والاستعماري والعنصري.

فكرنا في القتل اللامرئي الذي يبدأ منذ الولادة، فكرنا في مفهوم ابادة النساء وكيف ننقل الفعل من حادث فردي نحو عنف ممنهج، كيف نأخذ القتل كنهاية لسلسلة طويلة من الاغتيالات، كيف نتذكر الاغتيال الأول، ذلك الذي ولدنا لنجده على شكل قواعد عنيفة مصحوبة بسياط قامع له أيادي ووجوه متعددة، اغتيال الرغبة، اغتيال السيادة على مصيرنا، اغتيال فرصتنا في أن نجد خيارات لا متناهية لكي نكون، اغتيال هوياتنا خارج البناء المسبق للهويات، اغتيال أجسادنا، اغتيال وجودنا إذا لم يكن مرحباً بنا.

فكرنا في الدفع للموت ذلك الذي يفرضه نظام ليس أبويًا وغيرياً فحسب، بل استعماري وكاره لكل من يريد أن يتواجد ويعيش رغمًا عن سلطته، فكرنا في كل من دفعوا للانتحار، من حوصروا بالدبابات والجدران الملغمة ومخيمات اللجوء والزنازن. فكرنا في شعوبنا، في الرغبة الثورية في الحياة التي تقتل كل يوم.
فكرنا في هذا وأكثر.

وعندما نظرنا لقتلنا كسلسة ممتدة ومتظافرة بأنواع شائكة وملغمة من العنف والاضطهاد، ايقنا أننا لا نقتل لأننا نساء فقط. لأننا لسنا نساء فقط. نحن نساء، وعابرات، ومثليات، وكويريات، وسودوات، وأصلانيات، ومهاجرات، وعاملات منازل، وعاملات الجنـــ-س، ولاجئات، وثائرات، ومفقرات، ونازحات، ومعتقلات، نحن نقتل على أساس الجندر، والطبقة، والعرق، والميول الجنـــ-سانية، وعدم الانصياع للمعيارية الغيرية، وعدم التوافق مع القدراتية، وعدم الحصول على الأوراق الثبوتية، ونقتل لأننا رافضات للاستعمار والعسكرة، ولأننا باحثات عن لقمة عيش خارج بلدننا التي نهبتها الرأسمالية الاستعمارية، ولأننا أكبر وأكثر من أن نداس ببوت القامعين.

لذلك نلتحم بالاضراب كفعل ثوري مستمر يبنى له وعليه، ونستعيده كفعل نبع من الأسفل ليهز الأعلى ويدمره، لا أن يتسلق نحوه ليجلس فيه، استعادة تذكرنا بأن الثورية لا تبنى على جثث الأكثر اضطهاداً، لا تترك واحدة منا في الخلف، ولا تستغل العرق والانتاجية والتسلسل الهرمي للطبقة والعرق والجغرافيا لكي تظفر بمصالح ضيقة.

إن استعادة الاضراب تعني أننا نعترف بأنه لايوجد فعل ثوري دون اتساق في الممارسة ودون تنظيم ثوري، لايمكن أن نُضرب والعاملات المنزليات يتولين مهامنا الرعائية، لا يمكن أن نضرب دون أن ننخرط في وندعو لأجسام نقابية تحمي العاملات والبائعات، ودون أن نعترف بدور الاستعمار والعسكرة في السيطرة والعنف.

لا يمكن أن نضرب دون أن نرسم خريطة قاعدية للاضراب، لايمكن أن نضرب دون أن يكون التنظيم قاعديًا يشمل الهامش كند يصنع السياسات والأفعال الثورية لكي تعكس مصالح وآمال المهمشات/ين، لا أن يستخدم لتلوين المركز ويبقى تابعاً له.
وهذا يعني أن نبدأ الآن ومن هنا.

#اضراب_نسوي_اوقفوا_قتل_النساء
#إضراب_نسائي_عام
#تضامن_عابر_للحدود
#أنا_مضربة






يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى