كتّابمفكرون

“لماذا يلحدون؟”…


“لماذا يلحدون؟”
نعم.. هناك ملحدون, هم كثيرون, بل أنّ من يخفون إلحادهم هم أكثر بكثير ممّا تتوقعون, ولكن لماذا يلحدون؟ لماذا يكفرون؟ في مجتمع تشيعون عنه دوما أنه مجتمع متديّن بطبعه.

وكما أنّ الإيمان قضية عقلية فالكفر أيضا قضية عقلية, بل أنّ إتّخاذها أصعب بكثير من الإيمان, وكما أنّ هناك إيمان ظاهري, فهناك أيضا إلحاد ظاهري. ولكن دعونا نسأل أنفسنا لماذا يكفرون؟

هم يكفرون لغياب العدل علي الأرض, يكفرون لصعوبة الرزق والحياة وضياع الأمل.
هم يكفرون بالتشدّد والتطرّف الديني والإجتماعي, يكفرون بالاستبداد الديني وتسلّط رجال الدين الداعم للإستبداد السياسي, يكفرون بتفاهة بعض رجال الدين وقضاياهم الوضيعة.
هم يكفرون بقصصكم وأساطيركم ومعجزاتكم المتناقضة مع قوانين الطبيعة التي وضعها الله علي الأرض, يكفرون لأنكم غيّبتم اليقين وفرضتم الأمور كما هي دون عقل أو حكمة.
هم يكفرون لأنكم تقدّسون شخوصا مثلهم ليسوا بمعصومين.
هم يكفرون بالكراهية التي تبثّونها في أنفسهم تجاه الآخر.
هم يكفرون بكل هذا الشر والبغض والعنف والقتل والحروب التي تشيعونها بإسم الإله, يكفرون بغياب الحكمة والمنطق عن كل ذلك, يكفرون بإنتشار الشر والظلم وغياب الخير والشرف والعدل من كل ذلك.
هم يكفرون لأن واقعكم هو التخلّف السياسي والإقتصادي والنهضوي بين الأمم, مع أنّكم تزعمون أنه دين دنيا وآخرة, يكفرون لأنكم أمّة ممزّقة تائهة ضائعة محتلّة طوال تاريخها, لم يحميكم الدين ويمنع عنكم أطماع الطامعين والمتهوّرين.
هم يكفرون لهذا الواقع الأليم الذي تعيشه المرأة بينكم في ظل الإضطّهاد الديني لها واستشعار التدني الذي فرض عليها.
هم يكفرون لأنكم فرضتم عليهم الجهل والتدنّي الفكري والعقلي, وسطحية التفكير والاضطرابات العقلية التي يسببها خطابكم الديني المتدني.
هم يكفرون لأنهم يرون الغش والخداع فيما تأمرونهم به ولا تفعلونه بأنفسكم.
هل عرفتم لماذا يلحدون؟
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى