كتّاب

لقد كانت معركة حجور أهم وأشرف فعل وطني داخل جغرافيا الحوثي،…


لقد كانت معركة حجور أهم وأشرف فعل وطني داخل جغرافيا الحوثي، كما كانت فارقة من حيث الزمن والتضحية والتأثير، غير أن ذكرى تلك الملحمة الأسطورية مرت بلا ضجيح ولا نفاق ولا إنصاف ولا متباكين على ما يستحق البكاء فعلا، باعتبارها أهم ثغرة للنور في صميم وحلك العتمة.

تلك المعركة الاستثنائية التي لا تمتلك أسباب الاستمرار، استمرت لأكثر من شهرين، بعد حصار خانق لأشهر سبق تلك الحرب.

لا يمكن القول على أن معركة حجور كانت انتفاضة، إذ لا يليق بها ذلك، ولا ينتفض إلا التيس المذبوح، وبما أنها ليس رفسات تيس في زريبة، فقد كانت بحق، ثورة وطنية ومعجزة في تاريخ النضالات المجتمعية والتحولات الكبرى.

وبحساب الخسارة والربح، فقد كانت حرب حجور مكسبا للنضال الوطني رغم ما لحق بأبطالها من خسران وخيبات لا تزال مستمرة وإن بأدوات المنطقة العسكرية الخامسة التي حاربت أولئك الشجعان حتى في رواتب الشهداء وعلاج الجرحى وحقوق المعتقلين، فوق ما أثخن تلك التضحيات من تجاهل ونكران مقابل احتفاء مشوه بالفشل والعار والبطولات المختلقة في مناسبات عدة لأحداث كان عمرها أقل من الوقت الذي أهدرته في كتابة هذا البوست.

أما عندما يحضر الحديث عن الأبطال، فلا بطولة فوق ما صنع القائد الفذ علي فلات ورفيقه البطل أبو مسلم المخفيان جثثا أو هياكل، وثالثهم الشيخ عبده محمد السعيدي نائب قائد مقاومة حجور الذي يخضع لمحاكمة الميليشيا الغاشمة التي حولت الهواء إلى منفى والتراب إلى حقل ألغام ومقابر للجوعى والعبيد والرافضين الأحرار.

ومهما يكن؛ ستظل تضحيات حجور شاهدا على رداءة الوقت وضجيج الزيف، أكثر منها على الفداء. ولا عجب فالزمن زمن النفاق وفقاعات الزبد!

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى