كتّاب

( لا تضربون )…


( لا تضربون )
#جريدة_الوطن
#سحر_الجعارة

هل كانت تملك التفريط فى سمعة والدها وترك «شرفه» مضغة فى أفواه النميمة والتجريس؟.
هل كانت تستطيع أن تترك الزفة وعشاء العرسان وصورتها مع الحمام الذى أعدته شقيقة العريس التى اعتدت عليها أيضاً بالضرب؟
لم يكن خيار الفرار من مصيرها المحتوم متاحاً، هذه اللحظة ليست ملكها، حفل الزفاف والمدعوون هم شهود على أن والدها «سلم الأمانة» لزوجها.
كانت فى هذه اللحظة مثل دمية تنتقل ملكيتها من الأب إلى الزوج (بقوة العادات والتقاليد).. وكان واجباً عليها أن تنحنى وتقبّل قدمى العريس «لو تطلّب الأمر» حتى لا تسجّل فى تاريخ العائلة «فضيحة».
مثل عرائس الماريونيت سجلت أمام الكاميرات كلمات مبهجة عن قصة الحب وصلة القرابة، ووثقت صورتها مع «حمام العرسان» وقدرتها على تجاوز «علقة الزفة».
وخلال ثمانية أشهر، تحطمت العروس وتمزقت الأحبال التى تشدها لزوج اعتقلها 15 يوما وضربها حتى ترك علامات «الحب الزائف» على وجهها.
ثم فرّت مفزوعة إلى الشارع تستغيث وتصرخ وتستنجد بالصحافة: الآن أصبح من حقها أن تعرِّى الحقيقة حتى لو كلفها الأمر أن تُسقط حجابها ليتعرى شعرها.
الآن تسقط حواجز الخجل والخوف من الشماتة والفضيحة لتسقط معها أسوار سجنها وتفر من رجل أقل ما يقال عنه أنه «سادى».
الآن انتقلت عروس الأمس إلى خانة «زوجة معنَّفة»!
كانت كلمات «مها»، عروس الإسماعيلية، كفيلة بأن تُخرس عبارات الجهل والرجعية والذل والخضوع (يدوس على السجادة برجله ما هى من فلوسه).. نحن نرى زوجاً داس على آدمية شابة وجرّدها من إنسانيته وكرامتها.. لكن «لعنة الشهرة» هى ما جعلت فى الوطن آلافاً مثل «مها»!
كل ما قالته «مها» عن ابتزاز زوجها لأبيها مادياً كان لا بد أن يُخرس «منى أبوشنب»، عدوة المرأة التى سخرت من مسلسل «فاتن أمل حربى» وكأنه خيال.. لأنها تريد المجتمع كله جوارى فى محراب التعدد والعلاقات الشاذة.
لكن قضايا المرأة للأسف «تجارة رابحة» مثل تجارة المخدرات وتجارة الجسد.
وحتى الآن لم تصبح تجارة محرمة! ماذا فعل الغرب (الذى تكفرونه) والذى سبقنا كثيراً فى محاربة «العنف الأسرى»، إلى جانب القوانين المحكمة وأرقام الطوارئ.. دخلت السينما الأمريكية لتواجه هذه الظاهرة: (يكفى Enough) هو فيلم من إخراج مايكل أبتيد سنة 2002 بطولة جنيفر لوبيز والممثل بيلى كامبل.
«جينفر لوبيز» أسطورة الغناء والتمثيل قدمت دور «الزوجة المعنَّفة» لتحفيز النساء على عدم الخضوع للعنف.. بعد خيانات متكررة وعنف زوجها وإيذائه لها، وتكرار ذهابها إلى الشرطة، واستشارة أكبر المحامين، وإبلاغ أمه بأفعاله إلا أن نفوذه وأمواله، تجعله يخرج من كل المشاكل لتجد «سليم- جى لو» نفسها مضطرة للفرار مع ابنتها إلى وجهة غير معلومة دون مال أو عمل.
تتفرغ البطلة للتدريب الجسدى والرياضى على أعنف الرياضات، وتقرر أن تواجهه وأن تثأر لنفسها فى مباراة متكافئة بعد أن تأهلت بدنياً لمواجهته بنفس العنف والقسوة.. وتنجح فى التغلب عليه وقهره ليذوق مرة واحدة مهانة وألم الضرب والإيذاء.
سوف يُصدم البعض لذكر الفيلم فى هذا السياق، لأنه لا يتناسب مع المنظومة الدينية والأخلاقية للمصريين: (اضربوهن.. اضربها لكسر كبريائها.. اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24.. لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها.. إلخ منظومة القهر)!
ألغام من الفكر الدينى الشاذ المزيف مع عادات وتقاليد رجعية سلفية متخلفة تُحكم الأغلال حول أعناق النساء وهن لا حول لهن ولا قوة.عروسة الإسماعيلية لن تعمل أو تستقل مادياً عن أهلها.. سوف يسلمها والدها لزوج آخر «يلم لحمه» ويدارى عار كلمة «مطلقة».. فى هذه المرة سوف تُضرب وتصمت ولن نسمع أنينها أو صرخاتها مرة ثانية.
(كنت أعانى من نقص فى النوم، وكان لدىّ نوع من الانهيار العصبى، كنت أتجمد فى موقع التصوير.. حسناً ليس فى موقع التصوير، ولكن فى دماغى، كنت كما لو أنى لا أريد التحرك، ولا أريد التحدث، ولا أريد فعل أى شىء، وكان هذا الفيلم «يكفى».. جينفر لوبيز)، هذه مشاعر التمثيل فما بالك بالواقع!

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫6 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى