كتّاب

لا أحب التهوين وبيع الوهم، لكن وضع مأرب اليوم ليس أخطر مما…


لا أحب التهوين وبيع الوهم، لكن وضع مأرب اليوم ليس أخطر مما كانت عليه في فبراير ومارس بعد وصول الحوثي للبلق.

قبل أشهر زج الحوثي بأكثر قواته صلابة لحسم معركة مأرب، وأحدث اختراقات وتقدما كبيرا أوصله للبلق والطلعة الحمراء والكسارة ومخيمات الميل، ولقد كان لعابهم يسيل وهم يرون أضواء مدينة مأرب تتلألأ في عيونهم، غير أن الجيش والمقاومة أعادوا تموضعهم بشكل جيد أحبط كل محاولات الحوثي.

رأى الحوثي أن المدينة محمية بجدار صلب يصعب تجاوزه، فذهب إلى صناعة انتصارات سريعة في الأطراف الرخوة حيث لا قوة وترتيب ولا إدارة منظمة ومتماسكة ولا شرعية يقظة، وهذا أغرى الحوثي ابتداء من البيضاء إلى شبوة إلى جنوب مأرب.

بعد سقوط نهم والجوف، كتبت هنا أن الحوثي سيصل إلى الميل والبلق والفلج، ثم تدور العجلة للخلف، تلقيت على أثر ذلك شتائم لا تحصى وتخوين وعداوات، غير أن الحوثي وصل مشارف الميل والبلق ثم تلاشى هناك، ويحتمل أن يصل أسفل جبال الفلج حيث ستنتهي هذه الرغوة التي تتكاثر في شفاه الحوثيين والمرجفين في آن.

مازلت عند رأيي وقناعتي، مأرب سوف تصمد وتصنع الأسطورة مرة أخرى، سوف تلتهم الزحوف وتستعيد عافية القلب والأطراف وتحافظ لليمن على شعاع فجر لا بد أن تشرق شمسه وتمحو ليل الإمامة للأبد.

قام الجيش والمقاومة بواجبهما وفعلا ما كان بالإمكان، والهزيمة ليست التراجع أمام العدو، الهزيمة فقدان الإيمان بالقضية واليأس من النصر، والذي يعرف أبطال الجيش والمقاومة في مأرب، يعرف أنهم قادرون على الانبعاث من الرماد، فكيف والبندقية لا تزال ترفض في أيديهم والإيمان باليمن يتدفق في دم قلوبهم.

لدينا مشكلة عميقة في القيادة والتخطيط، ونقص في الإمكانيات، لكن لدينا أبطال في الأرض وعزيمة بقوة صخور البلق، وبذلك
سننتصر

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى