كُتُب وكُتّاب:
قصور مصر لسهيرعبد الحميد
قبل تلك الهجمة الشرسة الأخيرة على ماتركه الأجداد من مقابر وقصور ووكائل، والتى كان آخر ضحاياها قصر برسوم باشا بالأقصر صدر هذا الكتاب الرائع عن الهيئة العامة للكتاب والذى تزيد عدد صفحاته عن ربعمائة وخمسين صفحة من القطع الكبير ومزيل بملحق جميل للصور
وترى الكاتبة أن القصور ليست مجرد مبان فخمة وجميلة ولكنها تاريخ حى يحمل كل ملامح العصر الذى بنيت فيه وقيمه وروحه ورموزه وجمالياته فهى باختصار تاريخ حىّ
ولا تكتف الكاتبة بتناول قصور الملوك وانما تتجاوز قصورهم إلى قصور الأمراء والأميرات وقصور الأثرياء، وتمتد الفترة التاريخية التى يعالجها كتاب القصور من منتصف القرن الرابع عشر الميلادى حيث قصر الأمير طاز أحد أمراء السلطان الصالح بن الناصر محمد فى ظل دولة المماليك البحرية (1250 – 1381) حتى قصر الأمير محمد على توفيق وبعض أثرياء مصر فى النصف القرن العشرين
والكاتبة تتناول القصور لا باعتبارها مجرد منشآت هندسية باذخة، وإنما تتناولها باعتبارها كائنات حية، ماذا كان هنا قبل القصر؟ وكيف بدأ وشخوص من بنوها وخلفياتهم الاجتماعية والسياسية وثرواتهم وتقلبات الزمن عليهم وعلى أبنائهم، وكيف انتقل القصر من مالك إلى مالك آخر، وماضمت أبنية القصر من لقاءت وطنية أو مادبر فيها من مؤامرات، حتى تنتهى إلى مآلات تلك القصور وحالاتها الراهنة، الكتاب فى النهاية قطعة بالغة الثراء والعذوبة والحيوية من تاريخ مصر الطويل والممتد، وشاهد على أن هذا الشعب يؤمن بحق وحقيق أن الله جميل يحب الجمال
يسعد أوقاتكم
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
