قضايا المرأة

. كيف يتناول الرجال حكايات التحرّش ؟ ليس جميع النساء قادرات على البوح، بعضهن م…


الحركة النسوية في الأردن

.
???? كيف يتناول الرجال حكايات التحرّش ؟

ليس جميع النساء قادرات على البوح، بعضهن مجبرات على الصمت، وبعضهن يعرفن ردود أفعال المقرّبين عندما يبحن بذلك، فيردعهن ذلك

بعض الرجال يقدّم الدعم من خلال عبارات المواساة والمشاركة الوجدانيّة، البعض الآخر يلوذ بالصمت، وكثيرون يلومون الفتيات باعتبار أن العلّة تكمن فيهن لا في المتحرّش

بين ردود الأفعال تلك تبقى حقيقة واحدة، وهي أنه من الصعوبة بمكان أن يشعر الرجل بما تشعر به النساء ممن تعرّضن للتحرّش بأنواعه

???? سؤال السلطة :

في الآونة الأخيرة أصبحتُ أميل تماماً إلى دعم وتصديق حكايات الفتيات عن تعرّضهن للتحرّش إلى أن يثبت العكس، وذلك يعود لسببين، أوّلهما أن معظم الرجال يجدون أنفسهم في مواقع السلطة، سواء كانت ماديّة أو معنويّة أو حتى سلطة جسديّة
والسبب الآخر هو أن حوادث التحرّش تحمل ذلك التاريخ الطويل من انعدام المساءلة والمحاسبة، بدايةً من غياب الاعتراف القانوني بالجريمة، وصولاً إلى التعقيدات المرتبطة بكيفيّة المحاسبة وإثبات الحادث ومن ثمّ العقاب

???? ماذا نفعل ؟

١) يصبح الرجل مسؤولاً عن التحرّش في اللحظة التي يزرع فيها في عقل أبنائه بأن المرأة مخلوق أدنى، وأنها موجودة من أجل خدمة الرجل، فالرجل يتزوّج من أجل متعته الخاصّة، ولكي تقوم المرأة بخدمته، والأخ يدرك أن من واجبات الأخت أن تساعد والدتها في أمور المنزل من أجل خدمته، فليس من المعقول أن يقوم هو بالمشاركة في تلك المساعدة
تبدأ المشكلة من المنزل، فالتربية القائمة على فكرة الأعلى والأدنى تفضي بالضرورة لمثل ذلك
ومن ثم يجب تفكيك تلك المفاهيم بشكلٍ جذري وإرساء خطاب يدعم المساواة بين البشر في الحقوق والواجبات، ليساهم في تفكيك تلك التراتبيّة المقيتة المناهضة لحقوق الإنسان

٢) الأمر الآخر هو المتعلّق بالتضامن مع المتحرّش، حيث يتحمّل الرجال مسؤولية ما يفعله المتحرّشون بمجرّد أن يقرّر أحدهم أن يأخذ صفَّ الجاني ضدّ المرأة، ويتطوّر الأمر إلى الدفاع، بل ولوم الفتاة، مما يجعل الجاني لا يدرك فداحة جريمته، بل ويستمرّ في تكرارها لأنه لا يجد من يردعه ولو بكلمة، ولا تقلّ مسؤوليّة هؤلاء عمّن يقرّرون الصمت في تلك المواقف، ما يعني القبول الضمني بما اقترفه المتحرّش

٣) أمر آخر، يكمن في كيفيّة تعامل السلطة السياسيّة المُمَثّلة في أجهزة الشرطة والقضاء المنوط بها إقامة العدل وتنفيذه. ربما تجد الكثير من الفتيات أنه من غير المجدي او الخطر، حيث أنها لا تعرف كيف سيتعامل معها الرجل “الشرطة”
وهنا الجريمة مركّبة، حيث تساهم السلطة في ترسيخ مفاهيم العنف والتعدّي على النساء لتبريره سياسيا

كتابة: #عماد_أدهم

.
???? كيف يتناول الرجال حكايات التحرّش ؟

ليس جميع النساء قادرات على البوح، بعضهن مجبرات على الصمت، وبعضهن يعرفن ردود أفعال المقرّبين عندما يبحن بذلك، فيردعهن ذلك

بعض الرجال يقدّم الدعم من خلال عبارات المواساة والمشاركة الوجدانيّة، البعض الآخر يلوذ بالصمت، وكثيرون يلومون الفتيات باعتبار أن العلّة تكمن فيهن لا في المتحرّش

بين ردود الأفعال تلك تبقى حقيقة واحدة، وهي أنه من الصعوبة بمكان أن يشعر الرجل بما تشعر به النساء ممن تعرّضن للتحرّش بأنواعه

???? سؤال السلطة :

في الآونة الأخيرة أصبحتُ أميل تماماً إلى دعم وتصديق حكايات الفتيات عن تعرّضهن للتحرّش إلى أن يثبت العكس، وذلك يعود لسببين، أوّلهما أن معظم الرجال يجدون أنفسهم في مواقع السلطة، سواء كانت ماديّة أو معنويّة أو حتى سلطة جسديّة
والسبب الآخر هو أن حوادث التحرّش تحمل ذلك التاريخ الطويل من انعدام المساءلة والمحاسبة، بدايةً من غياب الاعتراف القانوني بالجريمة، وصولاً إلى التعقيدات المرتبطة بكيفيّة المحاسبة وإثبات الحادث ومن ثمّ العقاب

???? ماذا نفعل ؟

١) يصبح الرجل مسؤولاً عن التحرّش في اللحظة التي يزرع فيها في عقل أبنائه بأن المرأة مخلوق أدنى، وأنها موجودة من أجل خدمة الرجل، فالرجل يتزوّج من أجل متعته الخاصّة، ولكي تقوم المرأة بخدمته، والأخ يدرك أن من واجبات الأخت أن تساعد والدتها في أمور المنزل من أجل خدمته، فليس من المعقول أن يقوم هو بالمشاركة في تلك المساعدة
تبدأ المشكلة من المنزل، فالتربية القائمة على فكرة الأعلى والأدنى تفضي بالضرورة لمثل ذلك
ومن ثم يجب تفكيك تلك المفاهيم بشكلٍ جذري وإرساء خطاب يدعم المساواة بين البشر في الحقوق والواجبات، ليساهم في تفكيك تلك التراتبيّة المقيتة المناهضة لحقوق الإنسان

٢) الأمر الآخر هو المتعلّق بالتضامن مع المتحرّش، حيث يتحمّل الرجال مسؤولية ما يفعله المتحرّشون بمجرّد أن يقرّر أحدهم أن يأخذ صفَّ الجاني ضدّ المرأة، ويتطوّر الأمر إلى الدفاع، بل ولوم الفتاة، مما يجعل الجاني لا يدرك فداحة جريمته، بل ويستمرّ في تكرارها لأنه لا يجد من يردعه ولو بكلمة، ولا تقلّ مسؤوليّة هؤلاء عمّن يقرّرون الصمت في تلك المواقف، ما يعني القبول الضمني بما اقترفه المتحرّش

٣) أمر آخر، يكمن في كيفيّة تعامل السلطة السياسيّة المُمَثّلة في أجهزة الشرطة والقضاء المنوط بها إقامة العدل وتنفيذه. ربما تجد الكثير من الفتيات أنه من غير المجدي او الخطر، حيث أنها لا تعرف كيف سيتعامل معها الرجل “الشرطة”
وهنا الجريمة مركّبة، حيث تساهم السلطة في ترسيخ مفاهيم العنف والتعدّي على النساء لتبريره سياسيا

كتابة: #عماد_أدهم

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

الحركة النسوية في الأردن

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى