كتّابمفكرون

“كيف يبني الغرب وعلى رأسه أمريكا مواقفه السياسية؟”…


“كيف يبني الغرب وعلى رأسه أمريكا مواقفه السياسية؟”

هذا سؤال مهم، حيث دائما ما يدّعي الغرب أن الأخلاق والحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، هي الأسس والمعايير التي يبني عليها مواقفه، رغم أن الحقيقة على خلاف ذلك، فالأخلاق لدي الغرب لها على ما يبدو تعريفات ومعايير مختلفة.

فهي تقاس بمقياس المصلحة والمنفعة، وعند تطبيقها لا يهم إن كانت هذه المعايير ضد الإنسانية، أو ما قد يترتب عليها من انتهاكات وإزهاق للأرواح وتدمير للأمم، ويظل مصمما على أنه يفعل ذلك مضطرا، ويخلق في سبيل ذلك الأكاذيب حتى لا يعد جريمة أخلاقية.

إن التاريخ الأمريكي منذ بواكيره وحتى اليوم قام ويقوم على قاعدة إلغاء الآخر، والتجبر عليه بمنطق القوة، والتنمر على الأخلاق الإنسانية مجتمعة، من لحظة إبادة الهنود الحمر والحرب الأهلية وحتى لحظة انسحابه الأخير من أفغانستان.

وكذلك التاريخ الأوروبي الذي يعج بالمجازر والحروب حتى فيما بينهم، واستعمار الأمم الأخرى بالقوة وتسخيرها ونهب خيراتها.

هذا ما نراه واضحا اليوم في الموقف الغربي تجاه روسيا وأوكرانيا، وما يتضح من التعاطف الكاذب مع أوكرانيا، وانتهازية اتخاذها كضحية يوجهون من خلالها سهامهم الخائبة ضد روسيا، التي تزأر في وجوههم بعد أن فاض بها الكيل، نتيجة عجرفتهم وتحرشاتهم بها ومحاولات فرض سيطرتهم عليها دون جدوى، ولا يجدون لديهم الشجاعة لمواجهة حقيقية بعد أن وضح ضعفهم وانهيار هالة القطب الأوحد التي طالما تشدقوا بها منذ تفكك الإتحاد السوفيتي.

لقد تغيرت موازين القوي، ومعالم جيوسياسية جديدة تفرض نفسها، وتظهر علامات ذلك في الاستعطاء الغربي والأمريكي لدي فنزويلا والسعودية والإمارات لمزيد من النفط والغاز، والتجاهل الدولي للحشد الغربي ضد روسيا، والتعالي الصيني على المهاترات الأمريكية من منطلق القوة الهادئة غير المبالية.

قلبي مع الشعب الأوكراني ضحية سياسييه الأغبياء
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى