كتّابمفكرون

“كيف تسير الأمور في الحرب الروسية الأوكرانية؟”…


“كيف تسير الأمور في الحرب الروسية الأوكرانية؟”

بعد أن اتضح أن الغرب وأمريكا وعلى رأسهم بايدن وجونسون مجرد ظواهر صوتية في مواجهة روسيا، وبعد أن أتضح أن أوكرانيا مجرد ذبيحة يضحون بها ويتخذونها وسيلة لصب هجومهم وبذاءاتهم المعتادة على روسيا وبوتين بشكل شخصي، يصير واضحا أن المعركة والي حد كبير لا ولن تتعدي المجالين الروسي والأوكراني، ولكن كيف تسير الأمور؟

روسيا صاحبة ثاني أكبر قوة في العالم، وكل ادعاءات الضعف الروسي وعدم القدرة على تحقيق الأهداف هي مجرد دعاية مضللة تتعامل معها روسيا بشكل عملي على الأرض والصورة تبدو واضحة للعسكريين.

روسيا وخلال شهر واحد من العمليات استطاعت السيطرة على معظم الأهداف الحيوية وطرق الاقتراب في الشرق الأوكراني الملاصق لحدودها، وكذلك الجنوب الأوكراني الملاصق لشبه جزيرة القرم وتسيطر علي البحر الأسود وبحر آزوف مع حصار العاصمة كييف من كافة الاتجاهات في إطار من السيادة الجوية المتكاملة على الأجواء الأوكرانية.

تستخدم روسيا الأسلحة التقليدية المعروفة، وتفاجئنا بين الحين والآخر بأسلحة جديدة متطورة فائقة القدرة والفاعلية في مجالات مختلفة أهمها الطائرات والصواريخ والحرب الإليكترونية.

قد يكون للمشاة والدبابات والمدفعية دورا هاما في حسم الحروب التقليدية التي تهدف لاحتلال الأراضي والسيطرة عليها ولكن الهدف الاستراتيجي للحرب ليس احتلال أوكرانيا، ولكنه فرض الإرادة السياسية وإجبار أوكرانيا على اتخاذ موقف محايد بين الشرق والغرب والتسليم بسيادة روسيا على القرم، والاعتراف باستقلال جمهوريتي الدونباس ولهذا فهي تسعي لإضعاف القوة العسكرية الأوكرانية للحد الذي يجبرها على الدخول في مفاوضات تتحقق من خلالها الأهداف السياسية الروسية.

المعارك الدائرة على أطراف المدن الأوكرانية غير ذات قيمة في ظل توغل الجيش الروسي في معظم العمق الأوكراني، وفي ظل القدرات النيرانية الفائقة، للقوات الروسية وامكانية حسمها لو تبنت روسيا سياسة الأرض المحروقة وهو ما تسعي لتجنبه.

المعركة شبه محسومة واطالة أمدها ليس في صالح الجانب الأوكراني الذي لن يستطيع المقاومة لأكثر من شهر أو اثنين قادمين كحد أقصي يتحمل خلالها الجانب الأوكراني مزيدا من التدمير لقوته العسكرية وبنيته التحتية قد تكون كفيلة بالقضاء عليها كاملة، في ظل قدرة الجانب الروسي على حشد المزيد من القوات والقدرات النيرانية (والمفاجآت الجديدة)

المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا لن تسعفها والغرب يعلم ذلك جيدا، فالمعركة أعمق وأكبر كثيرا من مديات الجافلين والاسترينجر كما شرحت مسبقا.

لم ولن تفلح العقوبات الاقتصادية الموجهة ضد روسيا التي تتعامل معها جيدا، في إحداث تأثير يثني روسيا عن نيتها في تحقيق أهدافها، بل لن تستطيع أوروبا ومن خلفها كثير من دول العالم الثاني والثالث الصمود كثيرا أمام أزمات نقص الطاقة والغذاء وارتفاع أسعارها، وتراجع الإنتاج وحركة التجارة العالمية مما يصب في المصلحة الروسية.

الأمر الآن في أيدي السياسيين الأوكرانيين أن يتخلوا عن الغباء السياسي وأوهام الغرب الكاذبة، فيما لو تم الإسراع بالتفاوض لإيقاف نزيف الدم والضحايا واللاجئين والنازحين الذي قارب ثلث سكان الداخل.

جدير بالذكر أن الحرب قد غيرت الكثير من المفاهيم السياسية والعسكرية والاقتصادية وأن العالم بعد الحرب لن يكون كما كان قبله.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى