منظمات حقوقية

كتبت @Esraa Diab على صفحتها الشخصية: عام 2004، وقف “أحمد حلمي” في فيلم”صايع بحر…


كتبت @Esraa Diab على صفحتها الشخصية:

عام 2004، وقف “أحمد حلمي” في فيلم”صايع بحر” تحت منزل خطيبته السابقة وانهال عليها وعلى عائلتها بالسباب والقذف الصريح لأنها فسخت خطبتها به.
ومر المشهد تحت إطار الكوميديا!
وفي عام 2015، وقف “أحمد عز” في فيلم “أولاد رزق” تحت منزل حبيبته، ليهدد الحارة بأكملها بأن من سيفكر بالزواج ممن “تخصه” سيلقي حتفه، وأنها وإن فكرت بالزواج من غيره سيشوه وجهها.
مر المشهد تحت اطار الرومانسية المفرطة، والحب الذي لا يقف امامه شئ!
عام 2019، “أحمد عز” مجددًا في “أولاد رزق 2” بعدما تزوج من “نسرين الأمين” تطلب منه الطلاق، إلا أنها يهددها بضربها وضرب أمها إن فكرت في ذلك.
مجددًا، مر المشهد تحت اطار الحب والرومانسية الشعبية الجميلة.
عام 2020، اصدر “تميم يونس” أغنية تحت عنوان “عشان تبقي تقولي لا” يقول في مطلعها “أنا شفتك مرة ف حته في يوم وطلبتي لاتيه، ف هروحلك نفس الحتة لحد ما اقابلك فيه، ومش همشي أنا قبل ما آخد رقمك فاماتكسفنيش، وإن قولتلي لا يلعن ابو شكلك بكره يقابلك حد يقولك لا” ثم ينهال السباب والتوعد لها، ومرت الأغنية عادي!
على الجانب الأخر:
عبدالله رشدي: “حرمانية امتناع الزوجة عن فراش زوجها إلا بعذر شرعي، وإلا فمن حقه أن يجبرها بالقوة على ما يريد، ممكن يشوهك عادي ويحرمك من جمالك، ممكن يكتفك ويذلك وممكن يستعبدك، هو الأقوى وطبيعي سيفرتكك”
مبروك عطية لإحدى الزوجات التي تشتكي عنف زوجها: “افتكري له الكويس واستحملي”.
علي جمعة: الرجل لا يرتكب ذنبًا إذا نظر إلى امرأة متبرجة (غير محجبة) لأنها أسقطت حقها في حرمة النظر إليها.
ونتساءل أين المشكلة؟ ونتساءل كيف يقتل كل هؤلاء الرجال زوجاتهم وامهاتهم واخواتهم؟
المشكلة ليست قصرًا على السينما ولا على الخطاب الديني فقط، فكل هذه الأمثلة نقطة من بحر!!
لدينا تاريخ عريق لكل الطوائف تروج لضرب و إهانة وتعنيف المرأة، تروج للبلطجة كرمز للرومانسية والحب، أو جزء من القوامة الدينية، تروج لأن المحب الحقيقي هو الذي لا يقبل بكلمة “لا”، المحب هو من يمارس كل أنواع الترهيب والتخويف حتى لا يقترب أحد من محبوبته.
الترويج لكل هذا وأكثر تحت مسميات لطيفة كـ “الحب والرومانسية والتضحية والكوميديا والقوامة والغيرة” يمر يوميًا ويعرض علينا منذ قديم الأزل، وسيستمر إلى ما شاء الله.
المشكلة أن الفكر المجتمعي بأكمله يجد في إهانة المرأة مادة للكوميديا، والترهيب دليل على الرومانسية والتضحية، والتعنيف رمزًا للرجولة!
المجتمع لا يجد في ضرب القاتل لأمه وأخواته حتى يطلبن الإغاثة من جيرانهم مشكلة أبدًا. المجتمع يرى هذا التصرف أمرًا طبيعيًا لا يستدعي القلق بشأن القاتل، “ده محترم جدًا ومش بنسمع صوته غير لما بيضرب أمه واخواته ويطلعوا يصوتوا”.
هذا ليس موقفًا خياليًا في أحد روايات الواقعية السوداء، هذا هو الواقع الأسود الذي نعيشه!
هذا هو المحتوى الذي يعرض يوميُا بدون أن نلقي له بالًا، أفلامنا الطبيعية والمسلسلات التي تملأ شاشات التليفيزيون، والشيوخ والدعاة المتحدثون باسم الدين؟
من يتحدث عن كل هذا؟ من يستنكر كل هذه التصرفات وما أودت إليه؟ من؟
وأين حملات المقاطعة التي تصرعون بها رؤوسنا؟
وإن قلنا أن المشكلة في السينما، وما تروج له من أفكار، ماذا عن الخطاب الديني، الخطاب الموجه لتقويم الناس وإصلاح حالهم؟
متى فقدت طوائف المجتمع دينها وإنسانيتها وأخلاقها وقيمها؟
ثم يخرج علينا أنصار كل طائفة ليلقون باللوم على الطائفة الأخرى!
عبث وسخف لا نهاية له، والجميع يمارس تمثيلية سخيفة من الاستشراف والبراءة.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى