توعية وتثقيف

كان الناس فى بعض مناطق الهند يمارسون تقليداً بشعاً يسمى ساتى…


كان الناس فى بعض مناطق الهند يمارسون تقليداً بشعاً يسمى ساتى (Sati). كانت المرأة الهندية إذا مات زوجها وشرعوا فى حرق جثمانه تدخل “طواعية” إلى النار لتحترق معه. الإنسان بطبيعته لايدخل النار طواعية، لكن الضغوط الدينية والإجتماعية كانت كافية لجعل النساء تقدمن على هذا الفعل البشع. ولو تُرك الهنود لحالهم لإستمروا فى هذه الممارسة الوحشية حتى اليوم. فالشعوب، (كما نرى الآن فى مصر،) كلما غاصت فى مستنقع التخلف كلما تشبثت بالمعتقدات التى أودت بها فى ذلك المستنقع أصلاً.

تُعرف هذه الظاهرة بالدورة الخبيثة (vicious cycle) – الغباء يؤدى إلى التخلف، والتخلف يؤدى إلى مزيد من الغباء، والمزيد من الغباء يؤدى إلى المزيد من التخلف، وهكذا دواليك. (يُسمى هذا فى العلم تغذية خلفية إيجابية أو positive feedback) ولا يستطيع الفرد (أو المجتمع) بقدراته الذاتية الخروج من هذه الدورة التى تغذى نفسها، بل لا بد من دفعة خارجية تعترض مسارها. والدفعة التى أنقذت المجتمع الهندي من دورة ساتى الخبيثة كانت الإستعمار البريطانى. (الإستعمار فى مجمله شيئ سيئ لست فى صدد الدفاع عنه. لكنه، فى هذه الحالة، كان العامل الذى جاء من خارج المنظومة ليكسر الدورة الخبيثة) – فى سنة ١٨٢٩ أصدر الحاكم العام البريطانى أمراً بتحريم ممارسة الساتى وتجريم أي شخص يشجعها أو يحض عليها.

ذهب وفد من رجال الدين والأعيان الهنود إلى المندوب السامى البريطانى يتظلمون من تدخله فى دينهم وتقاليدهم. وكان رده عليهم ملحمياً، فقد قال لهم ما معناه ‘دينكم وتقاليدكم “على العين والرأس”. لكن نحن أيضاً لدينا تقاليدنا، وهي أننا نشنق من يحض على هذه الوحشية’. وخرج الأعيان ورجال الدين وذيولهم بين أرجلهم، (فالجبن عند هؤلاء سيد الأخلاق). وإنقرضت عادة الساتى البشعة، ولا يوجد اليوم هندي أو غير هندي يأسف على ذلك.

ملحوظة: عندما تسمع أن النساء فى مصر يلبسن الحجاب “طواعية”، تذكر أن النساء فى البنغال كن أيضاً يدخلن النار “طواعية”.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Farid Matta فريد متا

كاتب ادبي

‫8 تعليقات

  1. نفس الشي عادة “طي القدم بالصين” ع اساس الرجل الصغيرة (لاتتعدى ١٠ سم) شرط اساسي للزواج بالقرن العاشر لحد ما انوجد قانون حد من هالشي واخد القانون ٥٠ سني حتى تخلوا عن هي العادة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى