توعية وتثقيف

كانت إمرأة من لوس أنچلس تمتلك شقة للإيجار فى منطقة إسمها بير…


كانت إمرأة من لوس أنچلس تمتلك شقة للإيجار فى منطقة إسمها بير ليك (Bear Lake) فى جبال جنوب كاليفورنيا، وكانت تؤجرها للسياح من خلال شركة Airbnb. وفى شتاء 2017 إستأجرت سيدة من أصل آسيوى هذه الشقة لمدة أسبوع وكانت فى طريقها إلى بير ليك عندما جاءتها مكالمة تليفونية من صاحبة الملك: “عقدك لاغى! الآن لدينا ترامب، وأنا لم أعد ملزمة بالتأجير لأمثالك!”

هذه القصة تعبر عن جوهر الملايين الذين صوتوا لترامب منذ أيام. هو لم يخلقهم ولم يتلاعب بعقولهم كما يظن البعض. بل هم كانوا على ما هم عليه من قبله وبدونه، لكن إنتصاره سنة 2016 أعطاهم ترخيصاً بأن يجاهروا بحقيقتهم، وبأن يظهروا ما هو دفين. هم كانوا من الأصل عنصريين متعالين لا يكترثون بالمبادئ ولا بالأخلاقيات، ولكنهم لم يكونوا يظهرون هذه الصفات لأنها كانت غير مستساغة فى المجتمع. وفجأة إنتصر رجل يجسد هذه المساوئ ويجاهر بها، فأعطاهم هذا الإذن بأن يظهروا ما يبطنون. هذا هو التفسير.

والآن نعود إلى القصة التى بدأنا بها. إعتذرت شركة Airbnb للسيدة الآسيوية، وتحملت تكاليف إقامتها فى فندق فاخر، وفسخت علاقة الشركة مع المرأة العنصرية. وغرّمت حكومة كاليفورنيا تلك المرأة ٥٠٠٠ دولار، وألزمتها بأخذ دروس عن الحضارات الآسيوية. هذا هو الوجه الآخر لأمريكا. أمريكا المحترمة التى “فسخت عقدها” مع ترامب سنة ٢٠٢٠.
__________________________________________________

معلومات إضافية: صاحبة الشقة إسمها Tami Barker. المستأجرة إسمها Dyne Suh. تاريخ الحادثة فبراير ٢٠١٧

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Farid Matta فريد متا

كاتب ادبي

‫8 تعليقات

  1. I have been thinking about the wide spread of the phenomena of populism, its relationship with dictatorship and equality! Is this the result of the imbedded contradictions in our values system? Your views are appreciated.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى