الأقيال

قـبـائـل شـمال الـشمال اليمني في عهدين…


قـبـائـل شـمال الـشمال اليمني في عهدين
الرئيس السابق صالح ، وعبدالملك الحوثي ،

مصطفى محمود

باتت المليشيا الحوثية تهيمن بشكل كبير على قبائل “شمال الشمال “” بعد فرض زعماء موالين لها وملاحقة آخري، كما عينت مشرفين من أبناء النسب المقدس في المناطق القبلية، ووصل الأمر إلى هيكلة جذرية للقبيلة بتنصيب زعماء قبليين موالين لها لحكم الكثير من القبائل الخاضعة لسيطرتها
اصبح رجال القبائل عرضة للعسكرة العقائدية في ظل نظام الحوثيين الجديد. تحول دور القبائل من مساعدة الدولة في الحكم إلى توفيرها للقوى البشرية لتحقيق أهداف، خاصه بالسلاله الهاشميه ،

1،ـ قبائل الشمال في عهد الرئيس صالح ،

مع صعود علي عبدالله صالح إلى سدة الحكم وتوليه السلطة عام 1978، تبنّت الحكومة موقفًا مغايرًا مبنيًا على إدراكها بأن القبيلة يجب أن تُعد “المكون الرئيسي للمجتمع اليمني … وأنها من أهم العوامل التفسيرية للواقع الاجتماعي والسياسي اليمني “بهدف إرساء نظام حكم جمهوري مستقر في دولة حديثة، فقد ساعد الرئيس صالح ان يكون الشيخ عبدالله الاحمر رمزا ثمثيليا للقبيله اليمنيه بعد قبول وموافقة زعماء كافة قبائل اليمن ،وبما ان الرئيس صالح يمني الجذور يتحدر من احد فخوذ قبايل شمال الشمال استخدم وسائل براغماتية لكسب ولاء قبائل الشمال بحيث قام صالح بكسر عزلتهم وأدماجهم في المجتمع المدني سياسيا واقتصاديا وخدماتيا وتعليميا واصبح ابناء قبائل الشمال يتصدرون وينافسون في شتى المجالات التعليميه والتجاريه والسياسيه ووولخ علاوة على ذلك، مُنح الرئيس صالح مشايخ قبائل الشمال درجة كبيرة من الاستقلالية في مناطقهم، ما سمح لبعض المشايخ بتسوية القضايا الجنائية والاجتماعية دون تدخل الدولة. فكان قيام القبيلة بحل الخلافات وتنظيم العلاقات بين أفرادها انها خففت من أعباء تلك الشؤون على الدول وتأسست هيئة شؤون القبائلفي الثمانينيات، وخصصت رواتب شهرية لشيوخ القبائل لضمان استمرار ولائهم للدوله الوطنيه . من الواضح إذن أن شيوخ قبائل الشمال حققوا مكاسب سياسية ومالية كبيرة في ظل نظام صالح ،

2ـــ قبائل شمال الشمال في عهد النسل المقدس »

وفي حين تمتعت القبائل بامتيازات اجتماعية وسياسية في ظل نظام صالح، إلا أنها جُردت من ذلك في عهد الحوثيين، حيث لم تعد كيانًا قبليًا متماسكًا كما كانت من قبل ،فجماعه الحوثي السلاليه اخضعت القبائل بالقوة بشكل مهين ومذل غير مسبوق وبسطت سيطرتها على المناطق القبلية ، . استخدمت مجموعة من السياسات في تعاملها مع القبائل، تضمنت العنف وتغيير العادات والتقاليد القبلية لخدمة مشروعها السلالي الحربي ما أدى إلى استنزاف الموارد البشرية للقبائل، وتجاوز الأمر مجرد التجنيد المحدود الى مورد غير محدود،
بل ان الحوثي تمارس عنصريه فجه ضد القبايل علي كافه التعاملات حتى في القبور، إذ تميز قبور العناصر المتحدرين من العائلات الهاشمية عن أبناء القبائل الذين يتم الزج بهم في محارق الموت في أقسى أنواع معاملة الاضطهاد ضد القبائل اليمنية
اليمنيه وطيلة 8 سنوات من عمر الانقلاب الحوثي، تعرضت قبائل شمال الشمال لحرب ممنهجة من قبل المليشيات وخبراء إيرانيين، من بينها النظرة الدونية والتي تحتقر القبائل اذ تتعمد ممارسة العنصرية ضد القبائل وترغمها على ذكر صفة تمجد زعيمها عند الحديث عنه في مسعى للتحكم بالمشهد القبلي وإضعاف إرثها المقاوم على المدى البعيد،

قيام المليشيا الحوثيه بإقصاء زعماء القبائل خصوص طوق صنعاء من الوزارات والوظائف الحكومية وعينت بدلا عنهم مشرفين من العائلات الهاشمية أوكلت لرئيس جهاز الاستخبارات القيادي الحوثي، أبو علي الحاكم، وكذا القيادي النافذ، محمد علي الحوثي، مهمة تغذية الصراع تحت يافطة التحكيم القبلي معتمدا على سياسة ضرب القبائل ببعضها ببعص وفي 2015، استحدث الحوثيون ما يسمى وثيقة “الشرف القبلي” لاستباحة ومصادرة ممتلكات كل من يرفض القتال في صفوفها من زعماء القبائل واتخاذهم دروع بشرية تحت مسمى “الغرم القبلي”. تمارس قيادات المليشيات الحوثية أساليب متنوعة للسيطرة على القبائل والتلاعب بأطرها التقليدية سعيا فرض سيطرتهم السياسية.

” مليشيا الحوثي تتعمد إهانة زعماء القبائل وملاحقتهم وإرهابهم بتفجير منازلهم، وأخذ الأبناء كرهائن وابتزاز البعض بمشاهد مخلة، وذلك لأن هذه الجماعة لا تثق إلا بـ”الهاشميين” لتقلد المناصب الحساسة والمهمة.

المليشيات تمهد لإعادة الإمامة بعد 4 عقود من الإطاحة بها وتأسيس الجمهورية، وذلك لأن منصب الإمام هو حصريا من نصيب العائلات الهاشمية السلالية، مرجعا عدم إعلان تبني الانقلاب الحوثي رسميا ذلك، لكون مسمى “الإمامة” ترسخ لأكثر من نصف قرن لدى اليمنيين باعتباره “وصمة ع

فككت مليشيات الحوثي بشكل ممنهج ومدروس المنظومة القبلية في شمال الشمال بشقيها التقليدي والسياسي، المتمثل بشيوخ القبائل أو ممن يمثلها في الدولة وكرست الانقسام الجغرافي والطبقي على أسس طائفية واجتماعية بشكل خطير، حد وصل إلى إصدار قانون “الخمس”، الذي يشرعن نهب أموال اليمنيين ويلزم الجميع، باستثناء العائلات الهاشمية، دفع 20 بالمائة من رأس المال وال

3ـ نقل الرمزيه القبليه من اليمنيين الى الهاشميين ،
خلال اجتياح الحوثيين لمناطق القبائل في عمران وصعدة، اسقطوا رمزيه القبيله اليمنيه التي كان يمثلها الشيخ عبدالله الاحمر الي رمزيه قبليه هاشميه حيث عينوا * الهاشمي ضيف الله رسام من منطقة حيدان بصعدة رئيسًا لمجلس التلاحم القبلي الذي أسسوه في صعدة أوائل عام 2013[26]. كان هذا التعيين إشارة واضحة على انتقال مركز الثقل القبلي من اليمنين إلى الهاشميين حيث أصبح رسام زعيمًا سياسيًا للقبائل اليمنية بشكل عام رغم كونه شخصية هاشميه ضعيفة تفتقر إلى الكاريزما. وجاهل ”
وعلى غير ما جرت العادة وهي أن يُختار شيخ مشائخ اليمن قبايل اليمن عبر التشاور بين مشائخ بطون القبائل اليمنيه ، وكذلك ، عُيِّن رسام بطريقة مخالفة للعرف. لم يكن مشايخ بكيل المعروفون متحمسين لهذه التحركات الحوثية، ما ترك لديهم شعورًا بأن الحوثيين أرادوا سحب البساط من تحت أقدام اليمنيين عبر تعيين شخصيات هاشميه ،
بعد أن سيطرت جماعة الحوثيين على صنعاء، تراجع الدور السياسي للشخصيات القبلية المؤثرة، وأصبحت المجموعة الجديدة من المشايخ الذين نصبهم الحوثيون هم الواجهة التي تمثل القبيلة، رغم افتقارهم للشرعية القبلية. على سبيل المثال، عُيِّن محمد مطهر الوشلي، نجل القاضي وأحد الهاشميين الإقطاعيين في مديرية عنس بمحافظة ذمار في عهد الإمامة الزيدية، شيخًا لمشايخ زُبيد عنس، وهو منصب قبلي مهم، رغم أنه لم يكن يملك أي مكانة قبلية. لكن مثل هذه الألقاب عامة، لا تنبثق عن التركيبة القبلية العميقة، ولا يمكنها أن تحل محل الحدود النابعة من الأعراف القبليه

4ــــــ في عقيدة الحوثيين، تتمحور السلطة الاجتماعية والسياسية حول الهاشميين من أحفاد آل بيت النبي محمد (المعروفين باسم آل البيت)، المتمثلة في الوقت الحالي بزعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي وعائلته، لعبدالملك الحوثي الكلمة الفصل في جميع الأمور، وتُعد طاعة أوامره واجبًا دينيًا على جميع أعضاء الجماعة. كما أن قسم الولاء للجماعة هو عهد أمام الله على الولاية: “اللهم إنّا نتولاك ونتولى رسولك ونتولى الإمام علي، ونتولى من أمرتنا بتوليه، سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي أمرتم به، ونبرأ من أعدائك وأعداء رسولك وأعداء الإمام علي وأعداء سيدي عبدالملك بدر الدين الحوثي الذين أمرتنا بتوليه”. رسالة الحوثيين لأتباعهم هي أنها الجماعة الوحيدة على طريق الحق، على عكس الكيانات التنظيمية الأخرى مثل القبيلة. يتعامل رجال القبائل المنتسبون لجماعة الحوثيين مع الهاشميين، بمن فيهم عائلة الحوثي، على أنهم طبقة نخبوية مميزة داخل المجتمع، وبالتالي من هذا المنظور، لا تمثل عائلة الحوثي والهاشميون مكونات المجتمع المختلفة، بل تقع في مستوى أعلى منها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الاسر الهاشميه ـزباره
تم الاقتباس من دراسة للباحث عادل دشيله
العين الاخباريه، مركز صنعاء للدراسات
مركز دراسات الفكر العربي .مركز دراسات ابعاد

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى