كتّاب

قصة التوجيه المعنوي والإعلاميين…


قصة التوجيه المعنوي والإعلاميين

في ٢٠١٦ رجعت إلى مأرب وبعد أشهر تلخبطت ظروفي المادية بسبب غلاء الفندق والمعيشة في مأرب فقال لي سمير النمري ما رأيك تشتغل مع أحمد شبح في المركز الإعلامي قلت لا وبعد أيام وافقت فطرح سمير الفكرة على شبح ومر شهر كله اجتماعات وتخزينة في الغرفة بالفندق وآخر الشهر أعطوني راتب جندي وبعد ذلك بدأت تتضح الصورة، بدأوا يهنجموا فوقي أكتب كذا وليش كتبت كذا في صفحتك، ويجب أن تراعي العلاقة بالتحالف وأشياء كثيرة، لا وقالوا ضروري ألبس ميري كمان، تصايحت معهم وقلت لهم إحذفوا إسمي فورا وإلا والله لأسمع بكم الذي ما يسمع وخرجت من مجموعة الواتساب حق العمل ذلك، حاولوا بعدها بكل محبة ترتيب أموري قالوا هات بطاقتك نعتمد لك رتبة قلت ما معي بطاقة أخذها الحوثيون، قالوا جوازك فقلت ضاع وشنزل عدن أقطع لي جواز رغم أن جوازي في الرسبشن بالفندق، وبعد ذلك سافرت عدن وحذفوا اسمي فعلا وتركت الجمل بما حمل.

كان الدكتور يحيى الأحمدي والأخ صالح القطيبي شهودا على تفاصيل هذه القصة، غادرت ومعي احترامي لأصدقائي الفنادم وحقي في حرية الرأي والقول والتعبير.

قبلت في البداية على أن أشتغل معهم إعلاميا في التحرير والأفكار بدون ذكر اسمي أو إلزامي بما لا أريد، ورفضت لأنهم أرادوني جنديا وحاولوا الانتقاص من حريتي وتقييدها، ورغم الحاجة قنعت من الغنيمة بالإيابِ كما قال الشاعر.

الشاهد من القصة، أن من أراد أن يتكلم بحرية دون خوف من أحد أو دون تعارض بين حرية الرأي و واجب العمل، فعليه أن لا يترك لخصومه فرصة لكسر اليد أو ليّها.

وبالمقابل هنالك أشخاص لديهم قدرة فائقة على التماهي مع الميري والالتزام بالتوجيهات والقيود التي تلجمهم .

عموما، ليس محمد الربع هو الوحيد من ترك خلفه أثرا ما كان ينبغي أن يتركه، وبرغم أنه قام بما لم يقم به التوجيه، هنالك غيره ممن واجهوا مشاكل وتعرضوا للتوقيف والاعتقال بسبب الخلط بين الواجب الوظيفي وحقهم في القول والفعل المتعارض مع الالتزامات التي يتقاضون بموجبها راتبا شهريا.

المهم أنا منذ سنوات كلما لقيت أصحابي أولئك في مكان، أقول لهم أين الرواتب حقي يا فنادم، ثم أضحك وأمضي بلا غل ولا ضغائن ولا استلاب أو ابتزاز ولم نمت من الجوع أيضا.

ولأني وحيد، أقول ما أريد، لا أخاف إلا الله والذئب على غنمي.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى