كتّاب

قبل دخول الكهربا قريتنا كنا أطفال عارفين كل حاجة ف البلد…


قبل دخول الكهربا قريتنا كنا أطفال عارفين كل حاجة ف البلد وبأدق التفاصيل، مين طبخت النهاردة وعندها كام فرخة ودكر بط، ومعذورة يعنى عليها ضهرها أو عندها الإكس أوعليها العادة ولا اتطهرت منها، ومين جوزها نام معاها الخميس اللى فات لأنها بتسبحه ف طشت ف حوش البهايم وتكب المياه أدام البيت واحنا نتزحلق وهى تتكيف، وأحيانا واحدة تضحك ع الجيران وتكب طشت المياه أم صابون بس نبقى عارفين إنها كدابة، لأن جوزها شكله معفن وهى بتسب الدين ع الصبح، بس عايزة تكيد الجيران وخلاص.
وكان عندنا تسامح رهيب فى الخطايا وبنحولها لحدوتة تضحك، مش شايفين عار إن أى واحد يروح بيوت الدعارة ف بلدنا، عند بيت الغجر، وعند سلمى العرباوية، ولا بنكفر اللى يشرب بيرة ف بيت أم حماصة أو بيت مصطفى أبو جبالى، بالعكس الشباب يلمونا احنا العيال ويحكوا لنا عن أمجادهم ف الجنس والشرب، والكل بيضيف رتوش كوميدية تحول الموضوع لمسخرة .!!
والأهم بقى إن بلدنا كانت مليانة عيال من اللى بتسموهم مثليين، عشرات فى كل حتة، وعلنا وبرضه بنحول الموضوع ل مسخرة نضحك عليها، يعنى مثلا ييجى الواد حماصة سميرة اللى كان أخنف وتسأله اسمك ايه ياض؟ يقولك: خماخة خميرة، كان بيلم العيال ف ” الجونينة” ويوقفهم طابور ويختار واحد منهم ياخده ورا النخل أو ف الكاره، بس العيال أبالسة برضه، بيحطوا شطة سودانى ف السيالة ويادوب الواد حماصة ينكفى ويقوم العيل يحط له الشطة من ورا وهو يجرى ويصوت ويرمى نفسه ف أى حوض طرومبة أو يطب ف الترعة يطفى ناره، واحنا وراه بنزفه، ولا هو تاب ولا احنا بطلنا مسخرة.!!
بس أهم شخصية فى المجال دة كان الحاج أنور الزاوى، ودة حاج وزار بيت الله الحرام فعلا بس بيعشق الرجالة رغم إنه متجوز ومخلف، وربنا كرمه وفتح قهوة ع الكوبرى ويحط عينه على زبون ويضايفه شاى وشيشة ببلاش لحد مايقفل الساعة عشرة بالليل، وياخد الزبون ع المصطبة ف الدرب المسدود اللى بيته ف الوش آخر بيت، ويعيشوا حياتهم بس الحاج أنور ساعة الذروة ماكنش يقدر يمسك نفسه، ويطلع أصوات وتنهيدات بتعبر عن نشوته، وفجأة مراته تفتح الشباك وتصوت وتلم الجيران إلحقوا ياناس جوزى بيتعمل فيه ف قلب حارتنا، والعيل يخطف الجلابية ويطلع يجرى، وأنور يطلع يصالح ويحايل مراته، وشوية وتسمع الأصوات المثيرة بقى من مرات الحاج أنور، ونعرف إنه صالحها ورضيت عنه.
ولا الحاج أنور تاب ولا مراته بطلت صوات وفضايح، والكل مرضى بالمسخرة اللى بنحكيها بألف شكل وكل واحد يضيف من عنده التفاصيل اللى تخليها مسخرة.
ياترى انت فين دلوقتى ياخماخة خميرة………………………




يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫14 تعليقات

  1. رجاء الاحتفاظ بالمنشورات دي علي ورق.
    اي موبايل او جهاز الكتروني مالوش أمان. ياما فقدت قصائد شعر بسبب موبايل ضرب سوفت وير

  2. بس إنتا كنت تربية سرايات يا مولانا وولاد الأكابر مش بيلعبوا مع ولاد الفلاحين .. عندنا ده إلى كان بيحصل ومازال احفاد احمد باشا حمزه بيتعاملوا من نفس المنطق ده وحتى مش بيجوزا بناتهم إلا من عائلات معينه .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى