قالت لى صديقة عزيزة قديمة إن يوم ٢٢ فبراير سيشهد حادثة كونية…


قالت لى صديقة عزيزة قديمة إن يوم ٢٢ فبراير سيشهد حادثة كونية الأبعاد. ومصدر هذه النبوءة هو عَرّافة بلغارية ضريرة تَتحقق نبوءاتها دائماً. ضحكْتُ بإستخفاف، وأثارت ضحكتى غضب الصديقه. ولولا أن صداقتنا قديمة وأصيلة لكان غضبها أشد. لكن لماذا ضحكْتُ؟

الشيئ الوحيد الذى يميز يوم ٢٢ فبراير عن غيره من الأيام هو أن تاريخ هذا اليوم سيكون شكله كالآتى: 22022022، أي ٢٢ ثم صفر ثم ٢٢ ثم صفر ثم ٢٢. هذه تركيبة رقمية نادرة، لم تحدث إلا مرة واحدة على مدى التاريخ، وهو يوم ١١ يناير سنة ١٠١١، (11011011)، ولن تحدث بعد ذلك إلى نهاية الزمان (لأنه لا يوجد يوم ٣٣ فى أي شهر.) حسناً، ألا يعنى هذا أن العَرّافة البلغارية على حق؟ لماذا إذاً ضحكتُ وأغضبتُ صديقة عزيزة قديمه؟

لأن أي تقويم مبني على إختيار يوم الصفر، وهو اليوم الذى بدأ منه الحساب، أو اليوم الأول من الشهر الأول من سنة ١. وهذا اليوم فى تقويمنا إختاره أحد أباطرة الرومان على نحو عفوي تماماً. لم يكن هذا يوم ميلاد إله أو موت إمبراطور أو أي شيئ، بل هو يوم عشوائي مثل أي يوم آخر، وكان من الممكن أن يختار الإمبراطور يوماًً قبله أو بعده بيوم أو بعدة أيام أو بسنة أو بعدة سنوات. فهل من المعقول أن الله سيرتب خططه الكونية لتتسق مع الإختيار العشوائي لشخص لا يفقه شيئاً فى الرياضيات ؟ بالطبع لا. يوم 22022022 الحقيقى ربما جاء ومضى فى البارحة أو منذ ألف سنه، (وهو فى الحقيقة يوم لا معنى له اصلاً.)

أما عن السابقة الوحيده، وهي يوم 11011011 ، فقد جاء ذلك اليوم ومضى، مثله مثل أي يوم آخر – ربما إشتكى فيه بعض الأتقياء للمحتسب من إمرأة أوكرانية ظهرت على شرفة الحرملك، أو من إمرأة من المصريات رقصت على قارب. وما زال المحتسب يتقصى فيما إذا كانت المرأة جارية أو أُم ولد. فيما عدا ذلك فلم تحدث أية ظاهرة تستحق الذكر.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version