الأقيال

في حــــــــب وكــــــره الهاشميين في اليمن…


في حــــــــب وكــــــره الهاشميين في اليمن

مصطفى محمودــــــــــاليمن

بعد قيام ثورة 26 سبتمبر شكل الهاشميون تنظيم سري ، ظل ينشط في كافة مناحي الحياة ، والاهم انه ينخر الدوله الجمهوريه من داخلها ، وينشر الفساد في مفاصلها ويعمل على اضعافها، بشكل غير مرئي لليمنيين ، لكن مع قيام التمرد المسلح الذي قاده الهاشمي حسين الحوثي عام 2004م أدرك اليمنيون أن هناك هاشميه سياسية قادمه ولها اجندتها ومفاهيمها ورؤاها وقيمها ورسالتها في الشأن اليمني المحلي والعربي والإقليمي والدولي تختلف عن كل مايخص اليمن واليمنيين .، ومع اجتياح الحوثي للعاصمه صنعاء أدرك اليمنيون أن هناك سلاله هاشميه سياسية في اليمن تقودها العائلة الحوثيه ، يومها سقطت كل الأقنعة الهاشميه المختبئه داخل جلباب الأيدلوجية البعثية واليسارية واليمينيه والليبراليه”لا يمكن تفسير بعض الكراهية المتزايدة تجاه الهاشميين في اليمن بمعزل عن خيبة الأمل والمرارة عند اليمنيين الذين كانوا يحبونهم بصدق،

فرضت الهاشميه الحوثيه نفسها على العاصمه وبعض مناطق اليمن بقوة السلاح واستخدام العنف والبطش المفرط ضد اليمنيين مدعومه اقليميا ودوليا في أكثر فترات انقسام اليمنيين وخلافاتهم ، فأصبح الحوثي واقعاً له سطوة قوة الأشياء وخارجاً عن معادلة الحب والكراهية، حيث اكتفت السلاله الهاشميه المنتشره في كل مفاصل الحياة بترويج الثوره الهاشميه ومسيرتها القرأنيه وبـ تظاهر » اليمنيين حب الحوثي في استعراضات يومية،
كما لم تستطع بروباغاندا اجهزة الحوثي الاعلاميه تسويق حب عبدالملك الحوثي أكثر من سنه واحده حتى عرف الشعب منهو عبدالملك الحوثي ومنهم الهاشميون عموما ” وانقلب الحب إلى كراهية مفرطه بمفعول رجعي انصبّ كثير منه أيضاً على «اروا ح» الأئمه ابتدأ من يحيى الرسي الجد المؤسس. مرورا بعبدالله ابن حمزه والمطهر شرف الدين وابن سليمان والامام يحيى وابنه احمد وصولا الى عبدالملك الحوثي وكل هاشمي ،

نعم فرضت العائله الحوثيه نفسها، على القرى والمدن بواسطة الهاشمين المتواجدين في كل منطقه كانوا يسيطرون باسم جماعة الحوثي قبل وصولها ، ولا يمكن لأحد أن يدافع عن فكرة وجود يمني واحد يحب هذه العائله الحوثيه إلا حبّ العبد لسيده. كما لا يمكن أيضاً تصوّر وجود يمني واحد يحب رجال الأمن الهاشميين إلا حبّ الضحية المازوشي لجلادها،
أما بخصوص رموز الهاشميين المشهورين من المثقفين والفنانين والناشطين فقد بقي موضوع الحب والكراهية هنا الأكثر جدلاً وإثارة للتناقض بسبب تراوح مواقف هؤلاء ظاهرياً على الأقل من جماعة الحوثي ، وهذا ناجم عن كونهم الأكثر قدرة على تمويه أنفسهم، وعن كونهم الأكثر قابلية لتعبير الآخرين عن مشاعرهم تجاههم دون خوف،
ولكن الأكثر أهمية بما لا يقاس هو مشاعر اليمنيين تجاه الهاشمين الآخرين، «العاديين»، الذين يحتكون بهم يومياً في الجامعة وأماكن العمل والمدرسه والحاره وأماكن السكن، والأماكن الافتراضية أيضاً مثل الفيسبوك.

أظهر الكثير من عامة الهاشميين منذ بدايه اجتياح المليشيا الحوثيه (وبصرف النظر عن موقفهم السياسي) فشلاً واضحاً في التعاطف الأخلاقي والإنساني والوطني مع ضحايا الحركه الحوثيه ضد اليمنيين ، كما أظهر الكثير منهم خوفاً من المساجد المخالفه ومن كل ما يخرج منها ومن المدارس والجامعات ومايخرج منها ،وأظهر الكثير من الهاشميين تعاوناً واضحاً مع الأجهزة الأمنية والعسكرية في قمع اليمنيين بوحشيه كما انخرط الكثير منهم بنشاط في كافة الاجهزه الحوثيه القمعيه والعسكريه والمدنيه ، إضافة إلى استمرار اندفاعهم للتعبئة المجتمعيه والحشد الى جبهات مارب والساحل الغربي وتعز والبيضاء لقتل اليمنيين
كذلك أظهر الكثير من الهاشميين خيانة لحقوق الجار في السكن وحقوق الزمالة في الجامعة وفي مكان العمل (ومن ضمنها أماكن الخدمات الصحية كافة!) والتعليميه ،وحقوق أخوّة السلاح في الجيش والامن وضرب أولئك بعُرض الحائط كل الأخلاقيات المهنية التي يمكن تصوّرها. ومارس البعض منهم كراهية واضحة،بحيث يوشي الهاشميون بزملائهم وجيرانهم فيتم اعتقالهم لسنوات بسبب وشياتهم يتعرضون لشتى انواع التعذيب داخل المعتقلات ،

استباح الهاشميون دماء اليمنيين واعرضهم واموالهم وخطف واغتصاب النساء في معتقلات سريه ونهب واموالهم في تكثيف الجبايات واقرار قانون الخمس ” كل هذه الأحداث اليومية لم يتم تصويرها ونشر أفلامها في وسائل الإعلام (خلافاً للأفلام العنيفة «المسربة»)، ولكنها فعلت فعلها التراكمي اليومي بآثار أقوى من تلك الأفلام «المسربة»” أبقى الحوثي عنف بعض الهاشميين السلاليين بلباس الجيش و«الدولة» و«الوطن»، ولكن مجازر الحوثيين في كل مكان في اليمن توحي بإمكانية بروز هاشميه عارية مقاتلة عند الضرورة في المستقبل إبان سقوط جماعة الحوثي “لقد .انتقل حقد الهاشميون ضد اليمنيين الى عنف القادر «الفاعل» وهذا الأمر يتم رصده باستمرار في تطور الأحداث في اليمن نظرا لخطورته “الأمر الرهيب الذي بقي، هو صمت الهاشميين عن المجازر العرقيه والطائفيه لجماعة الحوثي في مأرب وتعز والساحل الغربي وفي التصفيات بالاعدامات والاغتياىات والاختطافات ، هذا الصمت مختلف كثيراً عن كل أنواع صمت اليمنيين الآخرين «الصامتين» فهو ليس مجرد صمت الحملان أثناء ذبح أحدها، إنه أكثر من هذا، فمنه تفوح رائحة التأييد و التواطؤ السلبي أكثر من رائحة الخوف..”

الحب (إذا افترضنا وجوده) يتوقف في هذا الشرط الإنساني، ثم ينقلب إلى كراهية، ويتطور إلى احتقار، ويمهِّد في المستقبل إلى جرائم الكراهية.”الواقع الافتراضي مؤشر من مؤشرات هذه التحولات في المشاعر، ففي تفاعل اليمنيين في الفيسبوك يتم التعبير صراحة ودون مواربة (ربما بطريقة أسهل مما يحدث في الحياة الواقعية) عن كل هذه المشاعر المتقلبة. هنا تظهر عتبات التحمل بين «الأصدقاء» الافتراضيين وعدم القدرة على التسامح (tolerance) وعلى رحابة الصدر وسعة الأفق.
كذلك الأمر تصلح مراقبة سلوك اليمنيين تجاه الهاشمين المنخرطين في الصف الجمهوري ، على قلتهم، كمؤشر على مشاعر الكراهية المتفشية في اليمنيين ضد الهاشميين ”

ان بناء الثقة شيء صعب دائماً ويحتاج إلى وقت طويل وتجارب مختلفة، وهو أصعب في النشاط المسلح منه في النشاط السلمي. كما أن بناء الثقة أصعب في الميدان داخل اليمن منه في الخارج في أروقة المشردين والمهجرين ” السلاله الهاشميه كانت دوماً مفهوماً دينيا سياسياً، ومشاعر الحب والكراهية في السياسة موجودة دائماً، ولكن مايهمّنا هنا هو تلك المشاعر الاجتماعية لا السياسية، تلك المشاعر الشخصية الذاتية لا الموضوعية؛ كيف نتقّي المجازر العرقيه «غير السياسية» وكيف نحول دون وقوع جرائم الكراهية؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمه من بحث للكاتب
« بعنوان في حب وكره الهاشمين في اليمن»

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى