حقوقيون

في الفترة الأخيرة تناهلت على سهام الهموم، والمواجع. وما إن كانت بعض جروحي تلتأم،


في الفترة الأخيرة تناهلت على سهام الهموم، والمواجع. وما إن كانت بعض جروحي تلتأم، الى وأتلقى حراب الغدر. رأيتني أتوسط الكثير من الكراهية، والبغضاء، وبين فكي طرفي صراع كل واحدٍ منهما أسوء من الاخر. وجدتني غريبًا عن وطني، وبيئتي مهما فعلت!

فهربت بي الى خارج صنعاء: الحيمة الخارجية. حيث كنت قبل أربع سنوات اخوض تجربة التدريس لأطفال كان لختلاف اللهجات عائق كبير.. عدت ووجد ذاتي القديمة هناك قابعة. في كل ركن، وتحت كل شجرة، وفي عين كل طفلة علمتها نطق الحروف وصارت اليوم أم! وفي عيون الأطفال الذين كنت أنظم لهم الدوريات، وألعب معهم، وهم متحملي اسر كاملة، والبعض منهم متزوج بأثنتين ولا يقل عن ثلاثة أطفال لكل واحد!

حنيييين كبييير انتابني. الكثير من الذكرى باغتتني.
بالرغم من أن أغلب الذكريات لم تكن جميلة. ولكن الجمال وحده من اخترق فؤادي وانا أسيح في ربوع المكان. العائلات التي كانت تحترب، تصالحت وهذا الخبر أفرحني جدًا، وجعلني أتنفس الصعداء؛

وقعت بين عائلات حالة احتراب، وكنت شاهد عيان. المحكمة طالبت بشهادتي؛ فشهدت بما حدث. شهادتي نالت اعجاب طرف، وفي النقيض اثارت غضب الاخر!
للدرجة التي جعلوني غريمًا!
وهذه الزيارة لم تكن سوى حضور للمحكمة المحلية الإبتدائية لقول شهادتي.
صعب ان تجد نفسك بين خيارين ان اخترت اي واحد منهما تصبح عدو لعائلة كاملة: العائلة هنا وفي القبائل بشكل عام تعني: العديد من الأسر لهم لقب واحد. وانا وقعت بين: عائلة مذيور، وعائلة الحسام
وعادتني عائلتين لشهادتي؛ بسبب صلة النسب لبيت الحسام:
نسيت اسميهما
لا يهم

المهم ان حضوري تمخض لصلح عام بعد اربعة أعوام نُظر الي كمنحاز؛ وانا الذي لم اقل سوى ما رأته عيناي.
تصفاحوا، وتسامحوا، ونسوا غراماتهم التي تجاوزت العشرة ملايين.. وانهوا الخلاف.

الجيد السيء انهم كانوا منذ بدأ المشاكل، بالرغم من الصراع، والعداء كانوا اثناء تعادي القات يجتمعوا، ويتعاونوا، وكل واحدٍ منهم يستلف/يسلف الاخر!

فقط حصروا صراعهم في اروقة المحاكم، والنيابات!

ما يهمني الآن انهم عادوا يدعونني بالأستاذ، وجميعهم فهموا الأمر، وتفهموا ما فعلت. أطوف منذ يومين في بلادهم وجميعهم مرحبين، وكلهم اثناء الظهيرة يتنافسوا فيمن سيتكفل بستضافتي في وجبة الغداء، والقات.

وبومبة الماء؛ مصدر الصراعات، صنعوا لهم قانون- ترقيم-ينظمهم.

سعيد جدًا لأجلهم.

من عزلة بني قبيح- مديرة الحيم





يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى