كتّاب

فى عيدها: المرأة المصرية بين ثقافتنا الزراعية، وثقافة…


فى عيدها: المرأة المصرية بين ثقافتنا الزراعية، وثقافة الصحراء:
تشترط الحياة والثقافة الزراعية أن يعمل الرجل والمرأة معا، فهناك أعمال حقلية وخاصة فى مواسم الحصاد منوطة بالمرأة منذ أقدم العصور، فضلا عن مسؤليتها المباشرة عن الاقتصاد المنزلى من تربية الطيور وتخزين البيض وحلب اللبن وصناعة الجبن والزبد، وتخزين الحبوب وطحنها وخبزها، وارتياد أسواق القرى لبيع وشراء كل ما يتعلق بهذا الاقتصاد، وجلب الماء من الترعة إلى البيت، ولم يكن هناك حدود لعمل المرأة ذاك، وفى حالة غياب الرجل كانت المرأة تقوم بكل العمل فى الغيط وفى السوق وفى المنزل
وقد ظلت المرأة المصرية تقوم بدورها هذا من أقدم العصور حتى اليوم
وكانت المرأة تنطلق فى كل هذا من كونها شريكة للرجل، وقد عشت فى الباجور منوفية ذات الطابع القروى، لأرى نساء قريتى تقوم بكل تلك الأعمال مع مايتعلق بها من مصافحة الرجال والاتفاق معهم والبيع والشراء منهم ومساومتهم فى أحيان كثيرة، وكان من التنطع أن يتحدث رجل دين عن حجاب المرأة او خمارها ونقابها، وكان من التنطع أكثر تناول صوت المرأة باعتباره “عورة” ومن المعروف أن سكان الريف كانوا يمثلوا نحو ٨٠ % من سكان مصر حتى ثورة ١٩
ولم تعرف مصر استرقاق النساء والتجارة فيهن كرقيق إلا مع الإمبراطورية الرومانية وما تلاها من حكم الدول الإسلامية، حتى ألغى الرق الخديو اسماعيل (1863-1879)، ولم تعرف مصر الحرملك ولا الفصل بين الرجال والنساء، ولا البيشة واليشمك والبرقع إلا فى قصور الارستقراطية المملوكية والتركية ومن قلدوهم من الارستقراطية المصرية فى المدن الكبرى فقط،
وقد ظلت مصر على هذا الحال حتى مطلع السبعينيات، حيث فتح السادات بالتواطؤ مع المخابرات الأمريكية والسعودية الباب على مصراعية، فى الإعلام وفى المنابر وفى الشارع لفقه بدوى صحراوى يمنع المرأة من العمل، ويلزمها بالحجاب والخمار والنقاب، ويرى أن صوتها عورة، ويحرم عليها مصافحة الرجال


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى