كتّاب

فى رحاب العبقرى محمد عبد الوهاب (1902 – 1991)…


فى رحاب العبقرى محمد عبد الوهاب (1902 – 1991)
الموسيقار محمد عبد الوهاب، ذلك العبقرى الذى سيتوقف تاريخ الموسيقى والغناء عند القرن العشرين قائلا: لقد كان هذا عصر محمد عبد الوهاب
نشأ لأب يقرأ القرآن ويقيم الشعائر فى مسجد سيدى الشعرانى فى باب الشعرية، وأراد لابنه أن يرث مهنته ولكن الابن، بعد أن حفظ ماتيسر له من القرآن، تمرد وراح يتردد على السوامر الكثيرة فى الحسين والعتبة وكلوت بك، ويحفظ ما يسمعه فيها من أغان وأدوار، لمحمد عثمان وسلامة حجازى وغيرهم ، ويرددها، ورفضت الأسرة ما رأته من ابنها سلوكا مشينا يؤدى إلى مستقبل غامض، فهرب الفتى إلى دمنهور مع إحدى فرق السيرك المتجول، وتركها بعد أن رفض أن يقوم بكنس ورش الأرض إلى جانب قيامه بالغناء، وعاد لتستسلم له الأسرة، فيلتحق بمدرسة الموسيقى الشرقية ويتعلم العزف على العود على يد الفنان المتوهج محمد القصبجى، ويعمل مدرسا للموسيقى فى مدرسة شبرا الابتدائية، ويواصل الغناء فى السوامر والمسارح المختلفة، الجزايرلي والرشيدى، وتتلمذ على سيد درويش ليشترك معه فى اوبريتات: الباروكة وشهرزاد وغيرها، وفى 1924 يلقاه احمد شوقى فى احد مسارح الاسكندرية ويتبناه، ويصحبه الى باريس سنوات متتالية ليتعلم فنون المسرح والاوبرا والباليه واصول الموسيقى والنوتة وغيرها، وقبل ان يفرغ العقد الثالث من عمر القرن وعمر عبد الوهاب، يكون قد وضع اسمه كأهم المجددين فى الموسيقى والغناء المصرى، فقبل أن نصل الى الثلاثينيات يغنى من القوالب التقليدية: اللى انكتب، وحسدونى، ولما انت ناوى، ومن القوالب التجديدية: أحب اشوفك، وأهون عليك، وفيك عشرة كوتشينة.. ويواصل عبد الوهاب تفردة وتميزة.. فيلحن الرصين والعميق، كالنهر الخالد والجندول والكرنك وكليوباترا ومضناك وجبل التوباد وعاشق الروح، والضاحك المشاكس: كأبجد هوز حطى كلمن، و” عينى بترف وراسي بتلف وعقلى فاضله دقيقة ويخف” ويلحن لفؤاد المهندس: انا واد خطير، ولشكوكو:يا دابحة قلبى بأزازة، ويبرع فى التعبيرية الموسيقية ففى اوبريته، الحبيب المجهول، مايغنيه شكوكو ” من ناحية قلبى ونار قلبى” لا يمكن ان يغنيه اسماعيل ياسين ” اهو انا ولاحد ينفع الا انا”.. ولا يغنية عزيز عثمان ” سيبك منهم دا مافيش غيرى” ..
ويبرع فى الغناء للوطن ولبغداد ودمشق وزحلة والنيل وكليوباترا، ويتراوح مؤلفيه من مهيار الديلمى ت 1037.. الى أحمد شفيق كامل ت 2008، ويبرع فى تلحين المجموعات: الوطن الأكبر، صوت الجماهير، الجيل الصاعد
ولا يعد هناك لون من ألوان الغناء ولا فن من فنونه، إلا ويكون قد ضرب فيه عبد الوهاب بسهم وافر
وتغنى له أم كلثوم 10 أغنيات ابرزها: انت عمرى، أمل حياتى، فكرونى، هذه ليلتى، ويغنى له عبد الحليم: اهواك وياقلبي ياخالي وتوبه وياخلي القلب والوى الوى، وتغنى له ليلي مراد: الحب جميل واتمخطرى ياخيل، وجواب حبيبي، وتغنى له فايزة: حمال الأسية، ست الحبايب، تراهنى، وتغنى نجاة: اما غريبة، العوازل، شكل تانى، أيظن، لاتكذبي، ساكن قصادى، الا انت، وتغنى وردة: إسأل دموع عنية، لولا الملامة، وتغنى شادية: بسبوسة، وتغنى له فيروز: مر بي وسكن الليل، وصباح: ع الضيعة، وصباح فخرى: عندك بحرية….. ويسعد أوقاتكم


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى