فى تعليق سابق شطح بنا الخيال، (من قلة المشاغل ورقة الأحوال،)…

فى تعليق سابق شطح بنا الخيال، (من قلة المشاغل ورقة الأحوال،) فتخيلنا أن مصر حن عليها الزمان، فجعلها مثل بلاد الأمريكان، يحكمها سوقي مأفون، أصفر الشعر باهت العيون، رأسه مضمخ بالدهون، إسمه دنقل طرمبه..

ضرب البلاد فى عهده وباء، عالجه طرمبه بجهل وغباء، فتفشت الجرثومة فى العباد، لا سيما العواجيز والأجداد، فصاروا يموتون بالآلاف، وطرمبه يقول “لا تخاف! هذا مجرد زكام، سينتهى فى خلال أيام”. لكن الناس لم يبلعوا هذا التهليس، ولا حتى أتباعه المتاعيس، فحبسوا أنفسهم فى البيوت، لأن ماحدش عايز يموت، وأغلقوا المتاجر والحانات، وتعطلت المدارس والجامعات. وتفاقمت البطالة فى البلاد، وتدهورت أحوال العباد.

لكن طرمبه له عشاق، لا تهمهم حقائق ولا أخلاق. أمخاخهم مغسولة بالصابون، وأي هجص يصدقون. قال لهم: “دا ماحدش مات من الڤيروس، غير شوية سود ما عندهمش فلوس. والحكاية كلها fake news، إختلقتها الصين، وشوية إعلاميين خبّاصين.” فقالوا: “كلامك رصين، ومن غيرك كنا لايصين.”

واحد تمتم من تحت تحت: “عندى سؤال لو سمحت – إشمعنى فيه دول عالجت الجائحة، بأساليب ناجحة، زي نيوزيلاندا واليابان، ودولة الألمان؟” طرمبه رد: “البلاد دى بتحكمها نسوان، أو ناس مش جدعان، مش زي رئيسكم قمر الزمان.” هتف أنصاره: “ما أجمل التفكير! وعظمة الفهم والتعبير! نحمد الله على أنه أعطى رئيسنا حكمة سليمان، وعبقرية لم يحظى بها إنسان. وأنعم عليه بمال قارون، ونساء تدمع من حسنهن العيون. فهو بلا شك راضى عن أعماله، واختاره هو وعياله، لكي يكونوا علينا رؤساء. وإذا متنا نكون لهم فداء.”

فقال طرمبه: “إللى هايموتوا ها يموتوا باشوات، عندهم أسهم وسندات تساوى ألافات.” الناس قالوا: ” شبيك لبيك! عبيدك بين إيديك!” قال لهم: ” قبل ما تموتوا من المرض الزؤام، عايزكم تنتخبونى مره كمان، علشان أطربقها على نافوخ عيالكم بالتمام. ومن بعدى تنتخبوا إبنتى فيونكه الجميله وزوجها جردل النيله. فأنا قد جعلت الهبل فى الرئاسة من مناهج السياسة.”

هذه يا أبنائى حكاية اليوم، تقرأوها لأولادكم قبل النوم، حتى ينشأوا على النهج السليم، (إذا عشنا إلى أن ينجح التطعيم.)

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات