فى النصف الثانى من القرن العشرين تحولت بعض الدول العربية من…


فى النصف الثانى من القرن العشرين تحولت بعض الدول العربية من بلاد متخلفه ذات بنية تحتية سيئه إلى بلاد متخلفه ذات بنية تحتية جيده. خلال نفس الفترة تحولت سنغافوره واليابان والصين وكوريا الجنوبية من بلاد متخلفة ذات بنية تحتية سيئه إلى بلاد متطورة تطوراً شاملاً، تساهم بإنتاجها العلمي والصناعي فى تقدم البشرية ككل. لا تجد أحداً فى تلك الدول يتحدث عن الطرق والكبارى وكأنها البداية والنهاية وكل شيئ فى الدنيا. البنية التحتية هي بلا شك عامل مساعد فى عملية التقدم (بتسهيل نقل البضائع و توفير الوقت الضائع فى التنقل إلى ومن أماكن العمل،) لكنها فى حد ذاتها لا تجعل الدولة متقدمة.

لماذا لم تتمكن البلاد العربية من تجاوز مرحلة الطرق والكبارى والمبانى العاليه لتدخل مرحلة تقدم حقيقى يشمل الصناعة والزراعة والتعليم والبحث العلمى وإحترام الإنسان؟ أترك للقارئ اللبيب مهمة تخمين الأسباب، وأكتفى أنا بالحديث عن البلاد التى إنتقلت بالفعل من التخلف إلى تقدم حقيقي. تلك البلاد أنجزت ذلك بتحرك مخطط ومتزامن على المحاور الآتيه (بصرف النظر عن الترتيب):

* تحرير الحياة المدنية، (بما فى ذلك السياسة والتعليم والإعلام والأعمال،) من الغيبيات وسيطرة رجال الدين.
* فصل الجيش والبوليس والمحاكم عن الدين والسياسة، وتأكيد خضوع الجيش والبوليس للسلطة المدنيه، وضمان إستقلال القضاء والتشريع.
* إرساء قواعد راسخة لحكم القانون وإعلاؤه فوق الحكومة والحاكم. الحزم فى تنفيذ القانون وفى مكافحة التحايل عليه.
* تسهيل وترشيد عمليات إنشاء وإدارة الأعمال. الترحيب بالإستثمارات الأجنبية وخلق ظروف تجعل المستثمر يحس بالأمان والثقة فى المستقبل، وفى أن السلطات لن تغير قواعد اللعبة بعد أن يوظف رأسماله. منع إستخدام الممارسات الدينية كمبرر للتهرب من العمل والإلتزامات القانونيه.
* جعل الكفاءة أساس التقدم الوظيفى والمهني.
* ترشيد التعليم وتحريره من الخرافات وتصنيفه كأعلى الأولويات.
* الإيمان الحقيقى بالعلم كأساس لكل شيئ، وتمويل البحث العلمى بسخاء.
* المساواة الكاملة بين المواطنين بغض النظر عن الجنس واللون والعرق والدين. تحرير المرأة من القهر بإسم الدين أو التقاليد.
* مكافحة الفساد والرشوه على جميع المستويات.
* مكافحة الفقر وتوفير حياة كريمة للضعفاء، بما فى ذلك حد أدنى من الرعاية الصحية.
* إحترام حقوق الإنسان المتفق عليها عالمياً.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version