عن الفنون والآداب – ٨ (فنون الأداء- الجزء الثانى)
بدأتُ هذه السلسلة من المقالات بتصنيف للنشاطات الخلاقة عامة، تبعته بعدة حلقات عن الأدب والفنون التشكيلية، ثم بدأت فى الحديث عن فنون الأداء. فى الحلقة السابقة مباشرة تحدثت عن الموسيقي والغناء والتمثيل، وفى هذه الحلقة سأتحدث عن الرقص و الأوپرا والباليه ومسرح العرائس.
1. الرقص: يوجد من الرقص عدة أنواع:
* الرقص الفردى – هذا النوع نادر فى الغرب؛ وفى الشرق عادة تمارسه النساء. فى مصر يلزم أن نميز بين ‘الرقص الشرقى،’ وهو رقص إستعراضى تؤديه راقصات محترفات، وبين ‘الرقص البلدى،’ الذى تؤديه النساء تلقائياً فى الأفراح والمسرات. الرقص الشرقي المحترف له طابع جنسي، وفى العادة ترتدى الراقصة أقل قدر ممكن من الملابس يسمح به العرف (*)(**). أما الرقص البلدي أو الشعبى فتؤديه النساء بملابسهن المعتادة وليس له طابع جنسي.
* الرقص الثنائي – يمارسه ذكر وأنثى معاً، وله وظائف إجتماعية مثل التعارف والإختلاط البريئ بين الجنسين. وهذا النوع لا وجود له فى المجتمعات الشرقية. هناك أنواع مختلفة من الرقص الثنائي، نذكر منها الڤالس والتانجو والفوكس تروت، وهي رقصات بطيئة نسبياً، يلتصق فيها الطرفان، وتسمح بالحديث أثناء الرقص؛ و السامبا و الرومبا و المامبو و التشاتشاتشا، وهي رقصات لاتينية سريعة الإيقاع؛ والروك-آند-رول والتويست؛ وهي رقصات أمريكية يفضلها الشباب. (***)
* الرقص الجماعى – مثل الدبكة الشامية ورقصات شعوب البلقان ورقص الحفلات (ballroom dancing) الذى كانت تمارسه الأرستوقراطية الغربية. فى بعض الأقطار العربية الرقص الجماعي يمارسه الرجال فقط وله طابع قتالي مثل التحطيب فى صعيد مصر ورقصة السيوف فى الجزيرة العربية. أما فى أفريقيا فيشترك الجنسان فى الرقص الجماعى، لكن فى مجموعتين منفصلتين.
* الباليه – وهو يجمع بين الموسيقى الكلاسيكية والرقص على مستوى عالى يتطلب الإحتراف. عرض الباليه فى أغلب الحالات يحكى قصة، (وإن كانت فى العادة غير واضحة من مجرد المشاهدة.) لذلك توزع القصة مع البرنامج على المشاهدين قبل العرض.
2. الأوپرا: تقدم الأوپرا خليطاً من الموسيقى الكلاسيكية والغناء و الرقص، حيث يحتل الغناء مكان الصدارة. تنقسم الأصوات الأوپرالية إلى درجات: فى أصوات النساء نجد السوپرانو (soprano) وهو الأعلى حدة (pitch) (أي الأعلى تردداً،) يليه المِتسو-سوپرانو (mezzo soprano) وهو أقل حدة، ثم الكنترالتو (contralto). أما أصوات الرجال فنجد فيها التينور (tenor) وهو الأعلى ترددا، ثم الباريتون (baritone) ثم الباس (bass). والتينور نجد منه نوعين – تينور رومانسى (مثل صوت پاڤاروتى)، و تينور درامى (مثل صوت كاروزو). ليس من السهل تذوق الأوپرا لمن لم يتربى عليها، (كما هو الحال مع الموسيقى الكلاسيكية.) لكن بعض الآريات (****) أصبحت شائعة ومحبوبة لذاتها. أخص بالذكر بعض آريات أوپرا ‘كارمن’ و أوپرا ‘لاتراڤياتا’ وأوپرا “پلياتشو”.
3. الأوپريت – هو نوع أخف من الأوپرا وأسهل أداءاً و تذوقاً.
4. المسرح الموسيقي (musical) – وهو نوع من المسرح ظهر وإنتشر فى الولايات المتحدة، ويجمع بين التمثيل والغناء والرقص على نحو أكثر شعبية وأسهل تذوقاً من الأوپرا والأوپريت.
5. مسرح العرائس (puppet theatre) يجمع بين الفنون التشكيلية وفنون الأداء. العرائس يصممها فنانون تشكيليون، و غالباً ما تتخذ أشكالاً كاريكاتيرية. الممثلون تُستعمل أصواتهم فقط، بينما تقوم العرائس (puppets, marionettes) بالجانب المرئي من العرض.
بهذا نختم عرضنا الموجز لفنون الأداء. وفى الحلقة القادمة نختم السلسلة كلها بالحديث عن فن السينما.
_________________________
*) الغربيون يسمون الرقص الشرقي belly dancing ، أي رقص البطن.
**) جرت العادة فى مصر على إستئجار راقصة شرقية فى حفلات الزفاف، ومتروك للقارئ تخمين المنطق وراء هذه العادة.
***) يوجد رقص ثنائى إستعراضي يمارسه محترفون، لكننا نادراً ما نشاهده خارج الأفلام السينمائية والعروض التليفزيونية.
****) الأغنية الفردية فى الأوپرا تسمى ‘آريا (aria)’
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
معلومات وافية عن مختلف أنواع الرقص و الاوبرا التي لا يهوى مشاهدتها إلا فئة مميزة ، و هذا إثراء لثقافة الفنون عامة … شكرا دكتور Farid Matta .
👍👍👍
Dr Farid Matta You have an amazing talent of turning common everyday affairs, into interesting, academic & intellectual topic. Thank you for sharing
شكرا استاذنا….علي ما تثرينا به من المعرفة.
الحقيقة….انها …المعرفة في كبسولة….