توعية وتثقيف

عن الفنون والآداب – ٧ (فنون الأداء – الجزء الأول)…


عن الفنون والآداب – ٧ (فنون الأداء – الجزء الأول)

تحدثت فى الحلقات السابقة عن الأدب والفن التشكيلي، والآن جاء دور فنون الأداء (Performing Arts،) وهي تشمل الموسيقي والغناء والتمثيل والرقص (والفنون التى تجمع بين أكثر من نوع واحد مثل الأوپرا والباليه.) فى هذه الحلقة سأتحدث عن الموسيقى والغناء والمسرح، وفى الحلقة القادمة عن الرقص والأوپرا والباليه.

الموسيقى:
المقطوعة الموسيقية لوحدها (بدون غناء) ليست شائعة فى الشرق؛ وحتى فى الغرب لا يستسيغها سوى النخبة المثقفة. وهي تعرف فى وقتنا هذا بالموسيقى ‘الكلاسيكية’ (*). المقطوعة الكلاسيكية منها أنماط مختلفة مثل السيمفونية و الكونشرتو و السوناتا و الفوج (fugue). ولكل نمط من هذه الأنماط خصائصه وقواعده – الكونشرتو، مثلاً، هو مقطوعة موسيقية طويلة تتصدرها آلة معينة (البيانو أو الكمان أو التشيللو،) وهي مصممة لإستعراض قدرات العازف الرئيسي على تلك الآلة بينما الآلات الأخرى تسانده وتبرزه. أما السيمفونية فلها تكوين مختلف وطابع آخر، … وهكذا (**).

كثيراً ما تكون الموسيقى الكلاسيكية عسرة التذوق لا يتقبلها إلا من نشأ عليها. لكن بعضها سلس ويسهل تقبله حتى لغير المعتاد. على سبيل المثال – هناك كونشيرتو البيانو رقم ٢ من تأليف رحمانينوف، والسوناتا القمرية لبيتهوڤن، والراپسوديا الهنغارية لفرانتس ليست (Franz Liszt)، وموسيقى باليه بحيرة البجع لتشايكوفسكى، … وغيرهم.

الغناء:
من أهم أنواع الغناء الأغانى العاطفية، والأغانى الوطنية، والتراتيل الدينية. هذا من حيث المضمون، أما من حيث الأداء فنجد الغناء الفردي (solo)؛ و الغناء الثنائي (duet)؛ و الغناء الجماعى أو الكورال (choir). الأغانى التى نشأنا عليها، من أم كلثوم إلى البيتلز، تسمى أغانى شعبية (pop songs)، تمييزاً لها عن الأغانى الكلاسيكية و الأغانى الفولكلورية. (كلمة ‘pop’ هنا هي إختصار لكلمة ‘popular’ بمعنى ‘شعبية’.) فى الغرب تستغرق الأغنية الشعبية حوالي ٥ دقائق، أما فى الشرق فليس لها طول محدد، وقد تمتد إلى ساعة أو أكثر.

الغناء فى العادة يصاحبه عزف موسيقي فى دور ثانوي يُسمى ‘المصاحبة (accompaniment)’ (***). فى الغرب يتبع المغنى والفرقة الموسيقية النوتة (score) بدقة. أما فى الشرق فالمطرب قد يرتجل أو يعيد المقطع أي عدد من المرات بينما الفرقة الموسيقية تتبعه “على الطاير” دون ترتيب مسبق، مما يجعل مهمة العازفين أكثر صعوبة، والإرتباط بينهم وبين المطرب أكثر أهمية.

المسرح:
تنقسم المسرحيات إلى نوعين رئيسيين – الدراما والكوميديا، وكل منهما له أنواعه وموضوعاته. من أنواع الدراما نوع يسمى التراجيديا، وموضوعه مأساة بشرية. وقد ورثنا عن الإغريق عدداً من التراجيديات الخالدة، مثل أوديپ (Oedipus) وإلكترا (Electra) وميديا (Medea) ما زلنا نستمتع بها ونستلهمها.

أما الكوميديا فهي مسرحية فكاهية أو هزلية، ومنها أنواع مثل كوميديا المواقف (situation comedy)، حيث يخلق المؤلف مواقف مضحكة؛ والكوميديا الجسدية (physical comedy)، حيث يضحك المشاهد على مظهر الممثلين، (ملابسهم ومكياجهم،) وعلى حركاتهم. (هذا النوع هو الأكثر شيوعاً فى مصر.) النوع الثالث يسمى الفوديڤيل (vaudeville) وهو يعتمد على مفاجآت غير معقولة لكنها مضحكة. أخيراً هناك الكوميديا الجنسية (burlesque) حيث يلعب الجنس دوراً رئيسياً – عادة بالإيحاء والتلميح والتورية. أحياناً تجمع المسرحية بيين التراجيديا والكوميديا فيما يسمى ب’التراجيكوميديا’، وهي نوع نادر نسبياً.

هذه بعض الخواطر عن فنون الأداء. وفى المقالة التالية نلقى نظرة على الرقص، وهو موضوع مسلى، وكذلك على الأوپرا والباليه ومسرح العرائس.
_________________________
*) بعض المقطوعات الكلاسيكية تستعمل أصوات بشرية مثل سيمفونية بيتهوڤن التاسعة و كانتاتا ‘كارمينا بورانا’ للموسيقار كارل أورف.
**) القارئ المهتم أوصيه بمتابعة كتابات الدكتور محمد السماحى.
***) الترتيل الدينى عند العرب لا تصاحبه آلات موسيقية. الأقباط يستعملون آلات بسيطة مثل المثلث الرنان. أما عند الأوربيين فالترتيل عادة يصاحبه عزف على الأورجان (organ.)

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Farid Matta فريد متا

كاتب ادبي

‫9 تعليقات

  1. شرحت الكونشرتو والسيمفونية وفهمت منك الكونشرتو اما السيمفونية لم تبينها بالشرح ولم توضحها شرحت ان الكونشرتو هى عزف وموسيقى تبين براعة عازف معين على البيانو او الكمان او التشيلوا والآلات الأخرى تسانده لتظهره أما السيمفونية فلم افهم الفرق بينها وبين الكونشرتو ارجو التوضيح

  2. الف شكر علي المعلومات القيمة دي
    الحقيقة انا عاشقة لكل الفنون والآداب
    لكن ليس عندي اي مواهب فنية او أدبية
    مجرد ذواقة فقط 😄

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى