مفكرون

عندما غير القمني المفاهيم والقناعات بالفكر…


عندما غير القمني المفاهيم والقناعات بالفكر
قالوا عن #القمني

كنت أكره القمني :
———————-
كنت كغيري من الملايين في بلادي، أرى وأوقن ان الشيطان تجسد في شخص سيد القمني، وأنه صورة حية لشيطان بعث من جديد يغوي الناس ويفتنهم في دينهم ويحرفهم عن الصراط المستقيم، كنت ابغضه ( في الله) وأبغض كل من يثني عليه أو يذكره بخير، كنت ارتعد من مجرد سماع كلمة علمانية، فلقد حذرنا منها الشيخ مرارا وتكرارا في صلاة الجمعة، وحذرنا كذلك من شياطين الإنس وعلى رأسهم سيد القمني…..

نشأت على تلك القناعات وتلك الكراهية وكنت اغذيها بكتابات الغزالي ومحمد عمارة وأحاديث القرضاوي ومقالات مصطفى محمود، هكذا نشأت وهكذا نشأ مئات الآلاف من أبناء هذا المجتمع اللقيط

ثم قابلت طبيبا كبيرا في العمر في عيادته الخاصة وتبادلت معه الحديث ولمحت مجموعة كتب على مكتبه عليها اسم سيد القمني، سألته كيف تقرأ لهذا الرجل الذي يهاجم الدين ويطعن في العقيدة؟(هكذا كنت اسمع عنه) رد بهدوء راقني : هذا الرجل ومن مثله هم من يفكرون بحق وهم من يستحقون ان يقرأ لهم الناس….

خرجت من عنده وقد عقدت العزم على أن ابحث في كتب هذا الشيطان حتى أجد فيها ما يؤكد بغضي له وينصرني أمام ذلك الطبيب المثقف في سجالنا حول القمني وكتبه، بدأت بحروب دولة الرسول بجزئيه، ثم الحزب الهاشمي، فرب الزمان، ثم توالت الكتب حتى أتيت على كل إنتاج ( الشيطان) الذي بدأ يثير إعجابي بغزارة معلوماته وموثوقية مصادره….

هرعت نحو كتب الغزالي وعمارة وغيرهم لعلي أجد ما يريح قلبي ويهدأ روعي من أثر الصدمة التي صدمني بها ذلك الشيطان المثقف، ولكن خاب رجائي وضاع أملي، فعدت للقمني أقرأه وافهمه وبحثت عن كتب الشيطان الآخر فرج فودة فاعجبتني اكثر واكثر، وقرأت لمحمد سعيد العشماوي وخليل عبد الكريم وطه حسين ولويس عوض، حتى ظننت انني انتقلت لجهنم والتقيت بكل شياطين الجحيم….

كل من يبغض القمني وفودة ونوال السعداوي ( مثلث برمودا) لم يقرأ لهم ولكنه بكل سذاجة يردد ما يسمعه من أسياده ومن محيطه المشبع بالكره والحقد والغل والجهل، لو كان القمني يبغى مالا لكان له ما يبغى بأسهل الطرق وأيسر السبل ولو كان يروم شهرة لكانت له في منتهى السهولة، فما أيسر من أن تداعب غدد الجماهير الايمانية وما أسهل من أن تعزف على قيثارة العقائد والمذاهب، وما أبسط كل هذا على رجل في عقل وثقافة ومعرفة سيد القمني…

ولكنه رفض كل ذلك وآثر أن يرضى ضميره وتحمل الهجوم والتكفير و التهديد والوعيد واهدار الدم والمطاردة والاغتيال الأدبي والمعنوي وتحمل حتى الفقر المادي في بعض مراحل حياته….

فلم نر الرجل يركب أحدث وافخم السيارات ولم نره يسكن القصور ويجمع بين الزوجات ولم نسمع عن ارصدته المليونية ولا ودائعه الدولارية، بل عاش بسيطا من ربح كتبه المعدودة وكد عقله وقلمه، ورحل هادئا على فراشه تلاحقه لعنات المتطرفين ودموع المحبين….

#ادمنNawal


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى