عـلـي بـن أبـي طـالـب… صفات الروح والجسد…


عـلـي بـن أبـي طـالـب… صفات الروح والجسد
.

مـصـطـفـۍ مـحـمـود

مما جاء في كتب التّأريخ أن عليّاً بن أبي طالب ولد مشوّهاً، ونشأ فقيراً جداً، بحيث أراد الاقرباء التّخفيف عن كاهل أبيه الفقير (أبو طالب)، فأخذ رسول الله على عاتقه أن يربي عليّاً في بيته، وعلى نفقته الخاصة، وأخذ العباس صبياً آخر. ويبدو أن الفقر الذي عاشه في طفولته جعله محباً للمال، كانزاً له، ولعل مطالبته بفدك دليل علۍ ذلك ، فأراد أبو بكر إيقافها للفقراء وابناء السبيل واليتامى كما في الأية، لكن عليًا أرادها له….. أما صفاته الجسديه إذ ينقل عنه الأصبهاني، وهو شيعي متعصّب، أنّه كان شديد الإسمرار، مربوعاً، وهو إلى القصر أقرب، عظيم البطن، دقيق الأصابع، غليظ الذّراعين حَمِش السّاقين، في عينيه لين، عظيم اللحية، أصلع، ناتئ الجبهة. وتضيف بعض المصادر قولها شديد الأدمة. (أي أقرب إلى السّواد) مع جحوظ في العينين، أي بروز غير طبيعي في العينين.

ويقال أن فاطمة بنت رسول الله رفضته أوّل الأمر لهذه الصّفات، فمما نقل عنها إن نساء قريش حدثني عنه إنه رجل دحداح البطن، (كبيرها) طويل الذّراعين ضخمّ الكراديس، (العظام) أنزع (امتداد الصّلعة إلى الجانبين)، عظيم العينين، لمنكبه مشاش (التّقاء العظمين الكبيرين كعظمي الرّكبة، والمنكب) كمشاش البعير الخ. ضاحك السّن (أحمق) لا مال له.

ولم يكن الْعرب يعيرون أهميّة تذكر للون الْبشرة بعد الْإسلام، لكنّ تقالْيد ما قبل الْإسلام كانت تتوسم الْخير بالْأبيض، النّحيف، الطّويل، وقد كرّست الصّفات الْعربيّة ابيضاض الْبشرة والنّحافة والطّول على إنّها صفات مثالية لهيئة الزّعيم الْمرغوبة، فإن تنافس زعيمان على رئاسة قبيلة وكانا متساويين في الصّفات الْأخلاقيّة والقابليات الرّئاسيّة لكنّ أحدهما يتسم بما ذكرنا من بياض ونحافة وطول يفضل على الْآخر، وكانت هذه الصّفات تتوافر في أبي بكر وعمَر وعُثْمان بن عفّانِ وأبي سُفْيان وأبي عُبيْدَةَ وسعد بن أبي وِقّاصٍ وخالدّ بن الْوليد، وعمَرو بن الْعاص، والْعباس بن عبد الْمطلب وعبد الرّحمن بن عوف، لكنّها لم تتوافر قطّ في عليّ بن أبي طالبٍ.

وصفات عليّ الْخلْقيّة الْمثبتة في الْكتب أقرب إلى الْاستهجان منها إلى الْاحترام. ، ولا بدّ أنه أحسّ بعدم جمال وجهه وجسده فتعقّدت شخصيته، وأخذ يكره كلّ شخص أوسم منه وأفضل، وهكذا نما حقده الدّاخليّ حتى شمل النّاس كلّهم، لأنه إن نظر إلى المرآة وجد نفسه أقبح الجميع، ولعل محمّداً كصاحب رسالة أراد أن يعطي مثلاً إنسانياً فريداً بالتساوي حين منحه ابنته ليتزوجها.

رد فعل القبح….. ولد هذا القبح عند الشيعة هدفاً ملحّاً شديد الأهميّة لتجاوزه، ومحوه فليس من المعقول أن يكون أقبح الناس معصوماً، وإماماً مخلوقاً قبل البشر، وأفضل الناس، وأقرب الصحابة إلى محمّد، فاختلقوا مئات الأحاديث، والحكايات تشيد بجماله، وبهائه، وسحر شخصيته الفريدة، فجعلوه أجمل الناس، وقمر بني هاشم، وووالخ.

لكن مزاعمهم تنهار عندما يقرأ كتاب “مصارع الطالبيين للأصفهاني، فهو يذكر حقيقة صفاته الجسمية، ومن حسن الحظ توجد بضع نسخ من هذا الكتاب، تفضح مزاعم المتعصبيين الذين غيروا لا هذه الحقيقة حسب بل شوهوا التاريخ الإسلامي أشوه التشويه.

لكنّهم فشلوا بالرغم من كل شيء، لأن كتبهم لم تستطع أن تمحو أربع صفات تكشف تشوهه، وتتعارض مع الوسامة، فاعترفوا بأنه مكرش، وجاحظ العينين، وأصلع، وقصير القامة، وكل هذه الصفات تفضح ادعاءاتهم المزيفة، وبالمقارنة مع أبي بكر الطويل، النحيف، الأبيض، الرشيق، الذي كان ينعت بالعتيق لجماله، أو عمر الطويل الرشيق، أو حتى معاوية الذي نعت بأجمل الخلق. أي مقارنة بغيره تفضح ادعاءات المتعصبين له.

وإن أردنا أن نقوّم درجة وسامته على ما ورد عنه في كتب التّراث من صفات، نراه لا ينال سوى عشر درجة واحدة بالمئة، أي أنه أقرب إلى المخلوقات الشّبيهة بالإنسان، منه إلى البشر، فهو أميل إلى الْقبح منه إلى الوسامة، بشع بعيد عما يبهج القلب. إن الصّفات التي ذكرها الأصفهاني ترددت في جميع المصادر، ولو لم يكن الأصفهاني من المتعصبين لعليّ للاح شبح نعتها بالكذب، لكن ما كتبه ردده الجميع بما فيهم. أبن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة.

صفات الروح .

يبدو أن عليّاً كان متطرفاً منذ صغره، وإدراكه لعدم وسامته دمّر نفسيته وضميره، إن شخصية الإنسان متعادلة، فقبح التّكوين يعقد الإنسان ويدفعه إلى التّطرف للتعويض عن قبحه، والتّطرف يسيء إلى الآخرين، ولما لم يكن بإمكان المتطرف أن ينسجم مع الآخرين فينشأ معادياً لهم ولمثلهم فتزداد نفرة الْجميع منه، فلم تذكر كتب السّيرة، (كما رأينا سابقاً)، الْموالية والْمتعصّبة له، أو الْمحايدة اسم صديق واحد له في صغره، أوشبابه، أو بقيّة حياته، أما ما يردّده الموالون من حبّ النّاس له فنوع من التّزييف، ولولا الثّروة التي سكبها عمر بن الْخَطَّابِ عليه لما استطاع أن يجذب أحداً سوى أقربائه، فالضّعف الدّاخليّ عند الإنسان لا يمكن أن يصبح قوّة بوسائل مغشوشة، ولو كان محبوباً من الآخرين لنقلت الأخبار صدى ذلك الحبّ.

يتبع،،

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version