الأقيال

عبث الاقدار…


عبث الاقدار

مليونيرة أودِعت في سجن ما على جزيرة نائية تمهيداً لإعدامها لجريمة قتل قامت بها..
ولأنها مليونيرة فقد قررت رشوة حارس السجن ليتم تهريبها من جزيرة السجن بأي طريقة وأي ثمن..!
أخبرها الحارس أن الحراسة مشددة جداً وأنه لا يغادر الجزيرة أحد إلا في حالة واحدة.. وهي الموت!!
ولكن إغراء الملايين الموعودة جعل حارس السجن يبتدع طريقة غريبة لا بأس بها للهرب..
وأخبر المليونيرة السجينة بها وهي كالتالي….
“اسمعي، الشيء الوحيد الذي يخرج من جزيرة السجن بلا حراسة هي توابيت الموتى..
يضعونها على سفينة وتُنقل مع بعض الحراس إلى اليابسة ليتم دفنها بالمقابر بسرعة مع بعض الطقوس البسيطة ثم يرجعون!
التوابيت تُنقل يومياً في العاشرة صباحاً في حالة وجود موتى..
الحل الوحيد هو أن تُلقي بنفسك في أحد التوابيت مع الميت الذي بالداخل.. وحين تصلين اليابسة ويتم دفن التابوت..
سآخذ هذا اليوم إجازة طارئة..
وآتي بعد نصف ساعة لإخراجك..
بعدها تعطيني ما اتفقنا عليه.
وأرجع أنا للسجن وتختفي أنت..
وسيظل اختفاؤك لغزاً وهذا لن يهم كلينا.. ما رأيك..؟”
طبعاً فكرت أن الخطة عبارة عن مجازفة مجنونة.. لكنها تظل أفضل من الإعدام بالكرسي الكهربائي!
المهم أنها وافقت.. واتفقا على أن تتسلل لدار التوابيت وترمي نفسها بأول تابوت من على اليسار غداً..
هذا إن كانت محظوظة وحدثت حالة وفاة..! المهم.. في اليوم التالي.. ومع فسحة المساجين الاعتيادية.. توجهت لدار التوابيت.. ووجد تابوتين من حسن حظها..
أصابها الهلع من فكرة الرقود فوق ميت لمدة ساعة تقريباً..
لكن مرة أخرى، هي غريزة البقاء.. لذلك فتحت التابوت ورمت نفسها مغمضة العينين حتى لاتصاب بالرعب…
أغلقت التابوت بإحكام وانتظرت حتى سمعت صوت الحراس يهمون بنقل التوابيت لسطح السفينة..
شمت رائحة البحر وهي في التابوت وأحست بحركة السفينة فوق الماء.. حتى وصلوا اليابسة..
ثم شعرت بحركة التابوت وتعليق أحد الحراس عن ثقل هذا الميت الغريب! شعرت بتوتر.. تلاشى هذا التوتر عندما سمعت حارساً آخر يطلق سبة ويتحدث عن هؤلاء المساجين ذوي السمنه الزائدة..
فارتاحت قليلاً وهاهي الآن تشعر بنزول التابوت.. وصوت الرمال تتبعثر على غطائه.. وثرثرة الحراس بدأت تخفت شيئا فشيئاً…
هي الآن مدفونة على عمق ثلاثة أمتار مع جثة رجل غريب وظلام حالك والتنفس يصبح صعباً أكثر مع كل دقيقة تمر..
لابأس.. هي لاتثق بذلك الحارس.. ولكن تثق بحبه للملايين الموعودة هذا مؤكد. انتظَرت..
حاولت السيطرة على تنفسها حتى لا تستهلك الأكسجين بسرعة..
فأمامها نصف ساعة تقريباً قبل أن يأتي الحارس لإخراجها بعد أن تهدأ الأمور وبعد عشرين دقيقة بدأ التنفس يتسارع ويضيق..
الحرارة خانقة.. لابأس.. عشرة دقائق تقريباً..
بعدها ستتنفس الحرية وترى النور مرة أخرى…
وبعد لحظات قليلة…. بدأت تسعل.. ومرت ١٠ دقائق أخرى..
الأكسجين على وشك الإنتهاء..
وذلك الغبي لم يأت بعد..
سمعت صوتاً بعيداً جداً.. تسارع نبضها.. لابد أنه الحارس…أخيراً..!
لكن الصوت تلاشى..
شعرت بنوبة من الهستيريا تجتاحها.
ترى هل تحركت الجثة..
صور لها خيالها أن الميت يبتسم بسخرية، تذكرت أنها تمتلك كبريت في جيبها..
ربما الوقت لم يحن بعد ولكن رعبها هيأ لها أن الوقت مر بسرعة..
أخرجت الكبريت لتتأكد من ساعة يدها..
لابد أنه لازال هناك وقت..!
أشعلت عود كبريت و خرج بعض النور رغم قلة الأكسجين.. لحسن حظها..
قرّبت الشعلة من الساعة..
لقد مرت أكثر من خمس وأربعين دقيقة! هو الهلع إذاً..
خطر لها أن ترى وجه الميت..
التفتت برعب وقرّبت الشعلة..
لترى آخر ما كانت تتوقعه في الحياة..
وجه الحارس ذاته 🙂

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى