كتّابمفكرون

“ضرب الزوجات بين شيخ الأزهر وإسلام البحيري”…


“ضرب الزوجات بين شيخ الأزهر وإسلام البحيري”

يخطئ اسلام البحيري ويخطئ كل من يسعي الي تأويل النصوص تأويلا يبدو مقبولا علي قاعدة (أنا لا أكذب ولكني أتجمل).

في ضرب الزوجات النص صريح ولا يحتمل غير معناه:
“وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ”.

فالقائل بأن المقصود بالزوجة الناشز هي التي تخون زوجها أو تميل لغيره، لا يقول الحقيقة بل يهرب منها، والقائل بأن الضرب يعني الترك والسعي بعيدا عنها يكذب، فليس هذا هو المقصود.

وهكذا تكون تصريحات شيخ الأزهر هي تصريحات أمينة تتسق مع أصوليته العميقة، دون كذب أو تجميل أو تأويل.

من هنا
وكما قلت كثيرا أن التأويل بالتجميل والتخفيف لا يختلف كثيرا عمن يفسر النصوص بالقسوة والشدة، كلاهما يتطرف الي ناحية على هواه، مطوعا النصوص لأهداف ليست دينية في المقام الأول، بل هي أهداف يشجعها الحكام الذين يوظفون رجال الدين لشرعنة أهدافهم، ويستغلها رجال الدين لنيل المزيد من التميّز والسطوة والسيطرة، ومؤخرا طائفة جديدة تسعي للتكسب والشهرة بادعاء التنوير.

دعونا نواجه الحقيقة فالمشكلة الحقيقية تنبع من الأصولية الجامدة القديمة الداعية الي تطبيق النصوص بحذافيرها، وربط كافة مناحي الحياة بهذه النصوص بشكل أو آخر، رغم تاريخية هذه النصوص وارتباطها بعصر وزمن مضي عليه أكثر من 1400 عام، وبقاءها كما هي، والقول بصلاحيتها لكل زمان هو قول مناف للعقل والمنطق والواقع وللتطور العلمي الهائل الذي حدث والمنتظر حدوثه في المستقبل.

“ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين” والمعني لا ريب فيه أيضا، فالقرآن كتاب هداية وليس كتاب قانون، وغاية الأمر أن يسترشد واضعي القانون بالقيم العليا الواردة في القرآن، أمّا التفاصيل والإجراءات ومقاربة الواقع والزمان والمكان فهي أمور يضعها المشرعون لخدمة الفرد والمجتمع وتنظيم العلاقة بين الناس، بما يتناسب مع الواقع والتطور.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى