كتّابمفكرون

“شهر النسيء”…


“شهر النسيء”
“إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ”.

توضح هذه الآية أن التلاعب بشهر النسيء كان أداة الكافرين لتأجيل أو تقديم القتال عن طريق تقديم أو تأخير الأشهر الحرم، التي يحرم فيها القتال، ومع ذلك فقد استمر العمل به في زمن الرسول دون تلاعب الي أن ألغاه الخليفة عمر بن الخطاب دون سبب واضح، فما هي قصة هذا الشهر؟

تلاحظون جميعا أن التقويم الشمسي أو الجريجوري أو سمه الغربي وكذلك التقويم القبطي يرتبط ارتباطا محكما بالظروف المناخية، بل لا أبالغ عندما أقول أن الحيوانات والطيور وحتي الجماد غير العاقل، كل له تقويمه المنضبط مناخيا، حيث يتجلي ذلك في موسم هجرة الطيور او مواسم التزاوج أو مواسم الزراعات المختلفة … الخ، وكلها ذات علاقة وثيقة بالمناخ.

من هنا جاءت لدي العرب قبل الإسلام فكرة شهر النسيء, ليعوض الفارق (حوالي 11 يوم) سنويا ليرتبط أو قل ليتقوّم التقويم القمري ويصير مناسبا للظروف المناخية، فكانوا يضيفون شهرا كل 32 شهر الي الشهور القمرية وهو شهر النسيء فتنضبط بذلك السنة القمرية مناخيا.
فيكون الفارق بين عدد ساعات الليل والنهار صفرا في شهر صفر،
ويأتي الربيع في شهري ربيع الأول الثاني،
وتتجمد الحبوب في سنابلها ليتم حصادها في شهري جمادي الأول والثاني،
ويتشعب البدو الأعراب في البوادي بحثا عن الماء لسقاية أنعامهم بعد الصيف في شهر شعبان،
ويرمض أول المطر في الخريف في شهر رمضان،
ويقعد الأعراب ولا يرحلون مع تزايد الرياح في شهر ذي القعدة, وهكذا …

مع الغاء النسيء عمّت الفوضي هذا التقويم القمري وأصبح تقويما مربكا ثقيلا فبدلا من الصوم في الخريف حيث الطقس الملائم, أصبحنا نصوم في اوقات شديدة الحرارة صيفا وشديدة البرودة شتاءا، وكذلك الحج، واصبحت الشهور القمرية لا تشير الي شيء بعينه.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى