أيامي الماضية القريبة من الذاكرة قضيتها في المونتاج، حيث أني أعمل على حياكة قصة إنسان المالديف.. الفيديو الأول لي الذي أوثق فيه إحدى مغامراتي المجنونة في المالديف، كنت وحيدة كعادتي، سافرت وحيدة، صورت ما استطعت وحيدة، أسرعت بعناق المجهول وحيدة.. ليست الوحدة غريبة علي.. فأنا إحادية ل ٦ سنوات وها أنا أدخل السابعة.. ولكن..
لم أروي أيا من قصصي بعريها الخام من قبل.. لم أوثق أيا من المعجزات التي حصلت لي، لم أتخذ الكاميرا رفيقا حتى هذه الرحلة.. ثم لم أرى نفسي بعدها أثناء عملية المونتاج.. ربما لم تنتبهوا للأمر ولكن أغلب فيديوهاتي تحكي عن الماضي مع ارفاق بعض التوثيقات التي اخذتها بسهو.. مازلت جديدة على الكاميرا بالرغم من مرور سنة.. يلهيني الوجود في اللحظة عن التقاط الكاميرا مرات كثيرة.. انغمس في كوني ولحظتي و أنسى ان علي انتاج فيديو بعدها .. الأمر الذي جعلني اتصارع كثيرا مع اليوتيوب..
لكني اليوم وكأني أصنع أول فيديو لي.. وثائقي عن ذاك الإنسان الذي أحدث في قصة.. كم هو صعب.. أول عمل لك.. تمتلئ بالشكوك وتحبيط الذات كالإسفنجة باحثا عن قبضة يد لتفرغك من سوائلك التي أثقلتك و أرهقتك..
أبوح لكم بهذا فقط لأذكركم أننا جميعا نمر بهذه اللحظات.. و أننا بقدر سقوطنا نكتسب طاقة كامنة بوسعها انتشالنا .. أما عني فقد عدت العمل من الصفر ٣ مرات تقريبا .. احذف شريط المونتاج الزمني كلما استقبحت نفسي الركيكة عملها .. والان ابدأ من جديد للمرة الرابعة ولكني هذه المرة ابتسم .. أقول تمهلي، لا داعي للكمالية ، فقط احكي القصة كما شعر بها قلبك ولتكن كيفما شاء النابض الأحمر. قد لا تنال الإعجاب وقد تنرمي في مقبرة اليوتيوب.. ولكنها طفلتك الأولى، أحبيها كيفما جاءت .. وها أنا الان أبدا العمل على قصتي من جديد بكل تواضع مفصحة بكل وضوع أني مبتدأه و أن أمامي الكثير لأتعلمه في فن حياكة القصص..
سأحاول وليكن !
______
#المحاولات_الأولى #سيريلانكا #قطار
سمية جمال | اول رحالة يمنية
