الأقيال

ســـــلســلــــــــــــة التنــــــــــــوير الاســـلامي…


ســـــلســلــــــــــــة التنــــــــــــوير الاســـلامي
207
الحســــــــــــــين ابن عـــــــــلي(2)

مـــصـطـــفۍ مـحـمـود

المقالة : تحدثنا في الحلقة السابقة عن الدور الغير مباشر الذي لعبه كل من معاوية بن أبي سفيان و علي بن أبي طالب في قتل الحسين بن علي بن أبي طالب و ٧٦ شخص من بني هاشم في صحراء كربلاء أوائل سنة ٦١ هجري … لم نحتاج الى كتابة أكثر من جملة واحدة لإقناع قراء تلك الحلقة ان يد معاوية كانت ” ملطخة ” بدم الحسين ; ولكنا كتبنا الكثير عن دور علي في مقتل الحسين وقلنا ان من قتل الحسين وطفله الرضيع وغيرهم من شهداء كربلاء كانوا ” يغرسون ” رماحهم وسيوفهم في جسد علي بن أبي طالب وليس في جسد هؤلاء ، انتقاماً منه لما حدث بينهم في صفين والنهروان وغيرها !! .. ففي يوم واحد ترك عشرة آلاف مقاتل علي وجيشه وأصبح علي هو عدوهم الأول .. لذلك ادرك علي هذه الحقيقة ، فعندما حضرته الوفاة طلب من ولديه الحسن والحسين أن يدفنوه في مكان سري وفي عتمة الليل لكي لا يعبث اعداءه بقبره ; وحصل له ما أراد ، ولم يٌعرف مكان قبره .الۍ يومنا هدا

طيب ، عرفنا دور معاوية وعلي في قتل الحسين ، فما هو الدور الذي لعبه الحسين في قتل الحسين نفسه ؟؟ .. اخبرتكم ان آل علي و آل عقيل وآل جعفر وآل العباس غادروا الكوفة الى المدينة المنورة سنة ٤٠ هجري ولم يعودوا اليها إلا أوائل سنة ٦١ هجري عندما استجاب الحسين لرسائل أهل الكوفة بالعودة وقيادتهم …

كيف يتصرف الحسين وقد ترك بلداً قبل٢١ سنة ؟؟ .. كم يحتاج من ” الإحماء والتدريب ” لكي يعود الى قيادة الناس بعد استرخاء دام أكثر من ٢٠ سنة ؟؟ علماً ان التاريخ لم يخبرنا أن الحسين لبس يوماً ” قبعة ” القيادة حتى في عهد أبيه ; حيث كان في ” الظل ” على عكس أخيه الحسن ، علماً ان فرق العمر بينهما هو سنة واحدة فقط ….

للأسف التاريخ كان معنا شحيحاً بمعلوماته ، لم يخبرنا ماذا كان يصنع الحسين طيلة ٢٠ سنة كاملة في المدينة ؟ .. هذه هي مشكلة التاريخ فانه ” يركض ” خلف الأضواء ; لا ” ينام ” إلا في العواصم .. فعندما كانت مدينة الرسول هي العاصمة في عهد النبي محمد (ص) وأبو بكر وعمر وعثمان ، كان التاريخ لا يبرح تلك المدينة وأخبارها .. وعندما نقل علي الخلافة الى الكوفة ، هجر التاريخ مدينة الرسول ولم يكاد يذكرها مرة كل ١٠٠ سنة ; حتى ان عودة الحسن والحسين لها بعد غياب ٤ سنوات فقط لم يشفع لتلك المدينة ، اذ سرعان ما ذهب التاريخ الى دمشق ليستقر فيها !!

بما أن الحسين قبل الدعوة وقرر تنفيذها فوراً رغم اعتراض ابن عمه عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر بعدم الذهاب وذكراه بوالده ومشاكله مع أهل العراق .. لذلك كانت خياراته محدودة .. رفض الحسين للمرة الثانية اقتراح عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر بعدم اصطحاب الأطفال والنساء معه وتركهم في المدينة والذهاب الى الكوفة بدونهم وجلبهم عندما يستتب أمره في الكوفة .. وهذا هو الخطأ الأول الذي وقع فيه اثناء تنفيذه للعملية حيث وجود الأطفال والنساء معه افقده حرية الحركة والمناورة ، بالإضافة الى العناء والإجهاد الغير مبرر الذي عرضَهم اليه .. وقد قلتها سابقاً ” هل سمعتم بقائد ثورة يضع طفله الرضيع جنبه ويقود دبابته لاقتحام اسوار القصر الجمهوري ” !!؟؟

أما الخطأ القاتل الذي وقع فيه الحسين فهو على عكس ما يتصوره الناس وقراء التاريخ ; هو ارساله ابن عمه مسلم بن عقيل الى الكوفة ” ليتحرى ” الموقف ” ويتأكد ” ان دعواتهم للحسين كانت صادقة ، ثم بعدها يتوجه اليهم .. تصرف منطقي ، ولكن لماذا اعتبرناه خطأً قاتلاً اجهض ثورة الحسين حتى قبل أن تبدأ ؟.. لأن ظهور مسلم بن عقيل العلني في الكوفة قضى على عنصر المفاجأة وأعطى معلومات غزيرة لحاكم الكوفة ابن زياد عن كل خطط وتحركات الحسين !! …

قتل ابن زياد مسلم بن عقيل بعد أن سلمه أهل الكوفة له تسليم اليد ، ثم اعطاهم جثة مسلم بن عقيل فسحلوها في شوارع الكوفة وهم يهتفون ” ما كو ولي إلا علي ونريد حاكم جعفري ” !!!

تحرك الحسين الى الكوفة بناءا على معلومات بعثها مسلم بن عقيل انتهت صلاحيتها EXPIRED بعد ٧٢ ساعة ! وساهمت بشكل كبير في استدراج الحسين وقتله .. ارسل ابن زياد قوة عسكرية كبيرة خارج الكوفة تنتظر وصول الحسين لتحصره في صحراء كربلاء وتمنع وصوله الى الكوفة حتى لا يلتحم بالجماهير التي وصفها الشاعر الفرزدق للحسين حين صادفه في الطريق عائداً من العراق ” قلوبهم مع أهل البيت وسيوفهم مع بني أمية ” !! .. فشلت المفاوضات بين الحسين وجيش ابن زياد وبدأت المعركة بينهم في صحراء كربلاء وانتهت بقتل الحسين وكل من جاء معه بما فيهم طفله الرضيع عدا النساء وشاب مريض (ابن الحسين) لم يغادر الخيمة….

في الحلقة القادمة سوف نتحدث عن دور زينب والبقية في قتل الحسين .

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫16 تعليقات

  1. لم يكن سياسيا ولا قائدا عسكريا
    وانما كان سلاحه أنه ابن بنت رسول الله
    وهذا لا يعطيه الحق بالحكم ولا يعطيه الحق والكفاءة في قيادة المعارك

  2. هو الحسين شهيد الحق عاش لنا
    فما بكيت أنا سراً ولا علنا
    *
    وفي عيوني وفي قلبي وفي بدني
    فتشت عن دمعةٍ تجري هُنا وهُنا
    *
    وما وجدت سوى العباس في مقلي
    وفي فؤادي وجدتُ اللَّهَ والحسنَا
    *
    يعيش قلبي مع الأحزان مضطرباً
    لكن إذا حل ذكرى كربلا سكنا
    *
    كواكبُ الطف عن عَينيَّ ما أفلتْ
    كذاك قلبي بعاشورا قد افتتِنا
    *
    وذو التشيع إن غالى بحبهمُ
    لم يعطهم حقهم قدراً ولا ثمنا
    *
    لا شأن لي بخلاف المسلمين وما
    مات الحسين لكي أبكي عليه أنا
    *
    فلم أر الرأس مفصولاً بلا جسدٍ
    لكن رأيت أنا في رأسهِ عَدَنَا
    *
    أنشأت عشرين بيتاً في محرمهِ
    وليس يكفيهِ ديواناً ولا مُدنا
    *
    هو الوقود لروحي إنه وطني
    روحي الفداء لمن في مهجتي سكنا
    *
    وليس يكفيه لا دمعي ولا قلمي
    وهل دموعي ستحمي الدين والوطنَا
    *
    ودمعك اليوم يا شيعيُ أرهقني
    وليت دمعك ينعي الشام واليمنَا
    *
    أما كفاكم بكاء” في مُحرَّمهِ
    وهل تظنوهُ حقاً ماتَ أو دُفنا ؟
    *
    الناصبيُ سعيدٌ في نحيبكمُ
    وصام في يوم عاشوراء ثم زنا
    *
    الآل والعقل والقران مذهبنا
    بها إلهٰي عن الأعرابِ ميزنا
    *
    فأين عقلك يا من كم لطمت وهل
    رأيتَ يوماً شهيداً لازم الكَفَنا
    *
    أما كفانا وما نلقاهُ في يمنٍ
    حتى تزيدَ على أحزاننا حزنا
    *
    ورُبَّ ذي سفهٍ قد جاء كفرني
    وما جنيتُ ولا سيفي عليه جنى
    *
    وب”المجوسي” يدعوني فقلت لَهُ
    سأطفئ النارَ يا من يعبدَ الوثنا
    *
    أنا الحسين فلا تبكوا ولا تهنوا
    لا سامح الله مَن مِن شيعتي وَهَنا

  3. والله لوتطلعوا السماء ثم تنزلوا إلى الأرض لاتنقصون من شأن بني هاشم
    بني هاشم سادة العرب وسادة مكة في الجاهلية من عبدمناف إلى عبدالمطلب إلى أصغر فارس
    وعليه فقد اصطفى الله منهم محمد صلى الله عليه وسلم رسولا إلى العالمين
    وما نسب علي بن ابي طالب والحسن والحسين إلا إلى النبي والى بني هاشم
    الله فضلهم على العالمين
    اطلعوا السماء وقولوا يارب نحن نرفض هههههههه
    اكفروا بالاسلام الذي فضل بني هاشم عليكم يامعشر الرعية
    مامعكم إلا هذا الحل
    النصرانية حلوة جربوها لايوجد فيها الحسن ولا الحسين ستجدون عيسى فقط بدون احد
    فرصتكم هههههه

  4. تعدلت مقالاتك لابئس في تحسن باقي قليل وستكتب الصح
    بدون تلفيق
    كما شفت حديث ان من يكره الخمسه او يبغضهم يدخل النار حتى لوصلى وصام بين لركن والمقام ثم مات ادخله الله النار
    فالامر خطير جدا
    الحديث لاابن عباس صحيح

  5. كلام منطقي.في قراءة التاريخ،واستقراء
    الحوادث.وتحليل نتائجها،المأساوية،المتحصلة،في كربلاء
    التي إنتهت بمقتل الحسين،رضي الله عنه
    للأسباب.والمواقف.والأخطاء،والحزازات
    القديمة.التي تحصلت،عنها تلك النتبجة
    المؤلمة.وفشل الثورة،
    ناهيك عن خيانة الأشياع،الذين كانت دعوتهم.وبيعتهم.ليست أكثر من إستدراج
    لئيم. للرجل واهل بيتة،الي مذبحة كربلاء،،

  6. للاسف الهينا انفسنا بالحديث في ترهات لاقيمة لها في الوقت الذي يبذل العالم قصارى جهده من اجل التنمية والحرية والحياة الكريمة.
    ذهب حسين والحسن ومعاوية ويزيد.منذ قرون
    ونحن نخوض صراعا مريرا اليوم يظهرنا امام العالم كاحمق امة اخرجت للناس.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى