كتّاب

ستة أعوام من الحرب وخمس سنوات من العاصفة.!…


ستة أعوام من الحرب وخمس سنوات من العاصفة.!
الرئيس يرفض العودة إلى بلده، نائبه الجنرال يستغل الفراغ ويخلق قبيلة عسكرية يطلق عليها صفة الجيش الوطني.

والوزراء فراولة تأكل فراولة!

الإصلاح صنع لنفسه بارادايس في مأرب وما حولها، وغطاها بمدائح المشروعية السياسية، ونقل “سامنه” إلى واحته الجمهورية هناك.

من منفاه يصدر الرئيس كل بضعة أيام حفنة قرارات لا تمس حياة شعبه ولا يتذكرها سوى رجاله. جنرالات الجيش، وهم رجال تمثل القبيلة مثلهم الأعلى، انتظروا أن تعيد حجور جمهوريتهم. فردا فردا كان أولئك التعساء يضعون أعظم الرتب على أكتافهم ساعة سقوط العاصمة.

في الداخل ضحايا وفي المنفى مسؤولون. لو جلس هادي على دكة برشلونة ربع ساعة لتلقى مرماه سباعية في نصف شوط. حرب في كل مكان، حرب في كل جبل، وحده هادي يشعر بالأمن. إن مشروعيته السياسية تكمن، في الأساس، في كونه جزء من شعبه، من مخاوفه وآلامه، أن يكون في وسطهم في الساعات الحرجة. هادي لم يعد رئيسا شرعيا سوى في نظر عصابته، وفي عيني جماعة مأرب بارادايس. هو، وليس أكثر، مندوب سامي سعودي. أما حكومته فهي مستحضرات تخصه، يفككها ويركبها وفقا لما تمليه ساعات سأمه وضجره.

هذا الجيش لن ينجز شيئا، فالذي وضع الصبية في القيادة كان يعلم جيدا أنه لا يعد جيشا للقتال. الرئيس لن يحقق نصرا، فما من قائد حقيقي يختبئ كل هذه السنوات. لو كنا نخوض حربا جمهورية لكان هادي يتقافز في بلده مثل جن الجبال، ولكان نائبه وقائد جيشه قد صنع نصرا، أي نصر.

الحقيقة أن الدمية التي تراشقوا بها منذ 2004 دهستهم أخيرا، شنقت صالح ودفنت هادي ولفت الجنرال في عباءة نجدية.

يصعب علي تصور ما يجري: حرب في كل مكان وحكومة مهجر. ما لم نبصر هادي ورجاله، كلهم، داخل الوطن يديرون ما يمكن إدارته، يضعون مواطنيهم في صورة ما يجري، يتعرضون مثلهم للخوف والشدة.. فإن هادي ورجاله لا علاقة لهم بأي مشروعية سياسية.

التقيت عيدروس النقيب قبل أيام وسألته عن مشواره الأخير إلى السعودية، قال إن هناك خطة عاجلة لاختيار رئيس للبرلمان. يمكن استنتاج التالي: تريد السعودية “استبني” لهادي في حال نفوقه، ومن خلال الإحالات الدستورية سيمكنها القول إن المشروعية السياسية انتقلت إلى رئيس البرلمان.

من يأبه لملايين الناس في البلد؟ من المحتمل أن السعودية قد أجرت عملية حسابية ما ووجدت أن ما تنفقه من مال في المسألة اليمنية الآن ليس أكثر مما كانت تنفقه في أيام السلم. هذا مجرد تفسير افتراضي للاسترخاء السعودي تجاه المشكلة في اليمن.
أما هادي فيغير وزراء خارجيته كل بضعة شهور، ولا أستبعد أن يجمع بين وزيرين في نفس الوقت :)

لا توجد شرعية في المنافي. الشرعية مسألة محلية، هي خلاصة الرضا والنضال المشترك والاعتراف المتبادل والمشاركة في النصر والهزيمة. المشروعية الوحيدة المنتظرة من هادي هي صحة أوراق إقامته في بلد أجنبى. وبدلا من ألف موضوع يفتح في اليوم عليكم أن تفكروا بهذا الأمر:
استعيدوا القائد المختبئ أو تخلوا عنه هو ورجاله.

ثمة من يختزل المشروعية السياسية في هادي، وبالضرورة في اللاجئين المرافقين له.. وعلى مدى أعوام بقيت
مشروعية هادي تنتج من الفوضى أكثر مما تجره من الاستقرار. الأمر الذي يدفع للقول إن المساس بتلك المشروعية بات ضروريا.

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫45 تعليقات

  1. عين العقل وقلت الصواب

    العباءة النجدية كشفت لنا كم كنّا مخدوعين بذلك المخلوق المثقوب، والذي ترك عاصمته للمغول دون مقاومة، بعد إن أستحلب ضروعها ربع قرن هو وحاشيته وقبيلته !

  2. اهداف حملة #تصحيح_المسار

    1-عودة الرئيس والحكومة الى الداخل وممارسة كامل الصلاحيات دون أي تتدخل خارجي
    2- عودة مجلس النواب وتفعيل كامل مؤسسات الدولة ( التنفيذية ،والتشريعية، والقضائية )
    3-تشغيل كافة الموانئ، والمطارات، والمنافذ المحررة بكامل طاقتها
    4-تمكين الجهات الحكومية من إنتاج ،وتصدير الثروات وعلى رأسها النفط
    5-الغاء كافة التشكيلات العسكرية، والأمنية التي لا تتبع الهياكل الرسمية لوزارتي الدفاع ،والداخلية
    6-البدء بإعادة الاعمار في المناطق المحررة وخاصة عدن

    #تصحيح_المسار
    ( لا تدع هذا الرسالة تتوقف عندك …ارسلها لكل المضافين)

  3. لا توجد شرعية في المنافي. الشرعية مسألة محلية، هي خلاصة الرضا والنضال المشترك والاعتراف المتبادل والمشاركة في النصر والهزيمة.

  4. لقد قالها هادي صراحة قبل اربع سنوات، بأن اللعبة اكبر من حجم الوطن أي أنه لم يكون من اللاعبين ولا حتى من المشاهدين وانما كان هو وغيره كقطع الشطرنج كل قطعة لها ثقل متعارف عليه يستخدمها اللاعبون .

  5. انصفت في جهة وتحاملت على فصيل الاصلاح من جهة واغفلت ايضا جهة مهمة شغلتنا في الآونة الاخيرة بقراراتها هي الأخرى “المجلس الانتقالي”
    وأصبحت اليمن كيكة عملاقة يتقاسمونها وينفخوا عليها ليطفئوا مجدها كل حين.

  6. أصبح التعويل على الشرعية و مطالبتها بالعودة بلادة تفوق بلادة الشرعية نفسها.

    عمليا لم يعد لنا سوى خيارين:
    الأول أن تقوم كوادر الأحزاب على الأرض بعزل قياداتها وتركها تخلل في الرياض والدوحة واسطنبول، وبانتخاب قيادات جديدة لها تعمل على تشكيل تكتل سياسي كنواة لشرعية حقيقية على الأرض، تقوم هي بدورها بإدارة المعركة مع الحوثيين عسكريا و سياسيا، وإنهاء تدخل التحالف.

    الثاني أن تُسّلم المقاومة للحوثيين وتفتح لهم أبواب بقية المدن، وبهذا نقلب الطاولة على الجميع، بما في ذلك المجتمع الدولي الذي أصبح واضحا أنه يريد الإبقاء على حالة اللا استقرار في اليمن!

  7. واين دور الرجل الثاني بن محسن
    عندما صدر قرار تعينة تحولت منصات المواقع الإلكترونية إلى فوهة بركان تمجيد وتعظيمآ لبن محسن
    اين دوره الآن ؟

  8. الصدق لو بس تعرف تختصر انك اسد. منشوراتك المختصره قويه و منشوراتك اللي مثل هذه لا يقرأها الا المثقفين الفرغ و الفرغ و بس فأذا هذه الشريحه اللي تريد استهدافها فواصل المسيره تر

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى