زمان كان بواب العمارة يلتقط من السكان الأجانب لغتهم. ولأنه …


زمان كان بواب العمارة يلتقط من السكان الأجانب لغتهم. ولأنه لم يكن مثقلاً بالتناقضات بين الصيغة المنطوقة والصيغة المكتوبه، ولا بمقتضيات قواعد النحو والإملاء، كان كلامه خالياً تقريباً من أية لكنة، وكأنه وُلد فى إنجلترا أو إيطاليا. لكنك كنت تستشف من بعض الغلطات المفتاحية أنه إلتقط اللغة “سماعى” وليس عن طريق القراءة أو الدراسه. كنا نسمى هذا النوع “إنجليزى بوابين” أو “طليانى بوابين”.

من الطريف أننا نجد الآن الكثيرين من المصريين يتحدثون “عربى بوابين”، بمعنى أنهم يتكلمون اللغة بطلاقة وبدون لكنة، لكنهم لا يستطيعون كتابة ما يقولونه. مما ينم عن أنهم تعلموا اللغة “سماعى” وليس عن طريق القراءة والدراسه.

ها هو أحدهم يكتب أنه “زواقة” للفنون. كلمة “زواقه” لا وجود لها فى اللغة العربيه، وهو طبعاً يقصد “ذواقة،” أى أنه شخص لديه الميل والقدرة على التذوق. وها هي مجموعة من المثقفين تكتب إلتماساً للحاكم يقولون فيه إن ما حدث “لا يتلائم” مع كذا وكذا. هم طبعاً يقصدون أن ما حدث لا “يتلاءم” …، (فالهمزة لا تُكتب على نبرة إلا إذا كانت مكسوره.) وهذا هو ما يحدث عندما يتعلم الناس اللغة “سماعى” وليس عن طريق القراءة والتعليم المنظم.

قد يبدو من العبث الحديث عن مثل هذه الأمور بينما البلاد يمزقها الألم والغضب من إضطهاد وملاحقة المفكرين، وسطوة محاكم التفتيش القميئه التى لفظها وأدانها التاريخ فى باقى العالم قبل مئات السنين. وهذا صحيح، وربما هو تعبير عن الإحباط والإحساس بأنه مافيش فايده كما قال الخالد سعد زغلول.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version