“راجل بيضرب مراته بالرصاص، أكيد في سبب”. كان هذا تعليق “طارق مظهر”، الصحفي المرم…


“راجل بيضرب مراته بالرصاص، أكيد في سبب”. كان هذا تعليق “طارق مظهر”، الصحفي المرموق ورئيس مؤسسة صحفية كبرى، على محاولة قتل “راوية سليم” على يد طليقها “حمدي”.
“راوية” التي أرتبط بها “طارق” في علاقة عاطفية، والتي تعمل في قسم الأرشيف بنفس المؤسسة، لم يشفع لها حسن سلوكها وطيبة قلبها، حين أصبحت خبراً متداولاً في الصحيفة التي تعمل بها، بعدما أقدم طليقها على محاولة قتلها أمام محل عملها، فأصبحت سيرتها على كل ألسنة الأهل والأقارب وزملاء العمل والمعارف، في سيل من المبررات لمحاولة القتل.

هذا التعليق الذي جاء في فيلم “ولا عزاء للسيدات” لا يزال يلخص معاناة الكثير من النساء. على الرغم أن الفيلم عُرض عام 1979، إلا أن الكثير من النساء لازلن ضحايا لمثل هذه الافتراضات الجزافية، خاصة من عانين من جرائم القتل والعنف الأسري أو من مررن بتجربة الطلاق. ويعد الفيلم استكمالاً لعدد من الأفلام التي مثلت فيها فاتن حمامة وتبنت من خلالها بعض قضايا النساء في المجتمع المصري.

الفيلم استعرض عدد من القضايا من بينها: تعدد الزوجات، والطلاق، والعنف والتمييز الذي تتعرض له كثير من المطلقات.

الفيلم أخرجه هنري بركات وكتبته كاتيا ثابت، وشاركها في كتابة السيناريو سميرعبد العظيم، وضم لفيفاً من النجوم، على رأسهم فاتن حمامة، عزت العلايلي، جميل راتب، نعيمة وصفي، عبد الوارث عسر، عزيزة راشد، حسين الشربيني، ناهد جبر، أسامة عباس، إبراهيم نصر، وسعاد نصر.

تدور أحداث فيلم “ولا عزاء للسيدات” حول “راوية” -تلعب دورها فاتن حمامة- التي طلقها المهندس “حمدي” -يقوم بدوره عزت العلايلي- ليتزوج بأخرى أصغر سناً، تاركاً أبنته الوحيدة دون نفقة، ومخلفاً “راوية” دون مال، أو مسكن. تجد “راوية” نفسها مجبورة على العيش مجدداً في منزل أسرتها، لأنه لا يصح لمطلقة أن تستقل مخافة ألسن الناس، ونظرات البواب. “راوية” كانت عرضة لمحاولات والدتها المستمرة لتزويجها، على الرغم أنها كانت مطلقة حديثاً، ولديها قضايا نفقة ضد طليقها.
الفيلم أشار لقولبة الزواج في المجتمع المصري، حيث تنحصر قيمة المرأة في الطاعة، وتوفير سبل الراحة لزوجها، والسير في أثر أسرتها، وتنحصر قيمة الرجل في قدرته على الإنفاق.
استعرض الفيلم كذلك الضغوط التي تتعرض لها المرأة المطلقة، فهي تصبح عرضة للمراقبة الثاقبة لتصرفاتها وتحركاتها، وتوضع في خانة المذنبة حتى وإن كانت ضحية. في المجتمع المصري يقترن اسم المطلقة بطليقها، حتى وإن مرت سنوات على الطلاق، وهو ما قد يشعر الرجل أحياناً أنه لديه الحق في إبداء الرأي بخصوص خيارات طليقته في حياتها.
“راوية” لم تستسلم، على الرغم أنها تعرضت لرصاصات من طليقها، لأنه لم يستوعب عدم رغبتها في العودة له بعد سنوات من هجره لها ولابنتها وتخليه عنها حتى في المستشفى! صدق الأهل والأقارب والأصدقاء مزاعم طليقها عن سلوكها، كما هجرها حبيبها الصحفي المثقف، الذي كان يخطط للزواج بها، لأنه لم يشأ أن يقترن اسمه باسمها.

ما تعرضت له “راوية” من محاولة تشويه صورتها إجتماعياً، تعرضت له ضحايا أخريات ك نيرة أشرف، وشيماء جمال وغيرهما. “راوية” حاولت أن تعيد بناء حياتها من خلال العمل والخروج للمجتمع، وهو ما ملكها حرية الاختيار والقدرة على الاستمرار. لذا فأنتي -عملك، وإصرارك- طوق “النجاة” لنفسك ولمن تحبين.

كتبت: إسراء السقا

#سوبروومن
#نجاة
#و_لا_عزاء_للسيدات
#فاتن_حمامة
#تمكين_اقتصادي_للمرأة
#قسم_الدراما_والسينما
#العنف_ضد_المرأة
#الدراما_والنساء
#لسه_في_حياتك_نجاة
#Nagat
#Superwomen


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version