كتّاب

رؤية جديدة لقراءة أين الله تحت عنوان…


رؤية جديدة لقراءة أين الله تحت عنوان
” البراح و الحب ”

كرم صابر ، مواطن مصرى ،من أقصى ضمير الوطن وقاع تربته الطينية ،محامى ، حقوقي نشط يرتبط عمله في هذا الشأن بالأرض ومشاكل الفلاحين وحقوقهم . وعلى ها في كل أعماله الابداعية يتحدث عن العمل ويحض عليه من خلال ابطال شخصيات رواياته وينادى بالعودة للفطرة والطبيعة والاحساس بالجمال الربانى الذى أودعه الله في كونه من روحه التى اودعها فينا .
النوم في الصلاة ، هى المفتاح المنير الذى يلقي الضوء لذلك القلب المغلق على خضار من براح المروج / حقول الفلاحين / الأرض / الأم والوطن .
اللبنة الأولى للمجتمع الأسرة ، والنموذج المقدم في العمل الأدبى لصيق بالفطرة وبساطة وعمق أرض وادى النيل ، دعائمه ثلاث أركان هم شخصيات الأسرة ، الأب ، الكدح والعمل ، الخبز من صهد الفرن ، الطعام البسيط من قمح الأرض . الأم ذات التكوين الطيب يأتى منبعه من تضافر انما الأعمال بالنيات ولكل إمرئ ما نوى ، والنية مصدرها القلب ، وهى تتمتع بقلب من قطن حقولها ، والثانى إن الله لو أمر للمرأة أن تسجد بعده فليكن السجود لزوجها ، ولأنه السقف والجدارن للمنزل فهى تقطع الصلاة لترد عليه وتفتح الباب ثم تكمل صلاتها محطمة نهره لها عن ذلك ، والأبن الجيل المستقبل تائه في الاستمتاع بشبابه متحملاً خطر اتقاده برمزية عمله في مخزن اسطونات البوتجاز . الأسرة في مجموعها صافية تتبع سماء الله وروحه حتى لو احترفت أخطاء من وجهة نظر الآخرين إلا أنها متسقة مع ذواتها .
إذا كانت اللبنة من الطين النىء فعلى من لديهم الوعى أن يقووا بالعلم وتصحيح المفاهيم هذا النموذج الموجود على أرض الواقع المعايش لا رفضه .
هناك قضية عامة يطرحها الكاتب من خلال المجموعة القصصية في عدة مواضع كمطلق وجودى وصفة من صفات الله التى خص بها نفسه في اسمائه الحسنى بأنه العدل ،قضية تعددت صورها من عدل إلاهى ، وعدل مجتمعى ، وعدل في المعاملة الإنسانية بين الأفراد وبعضهم البعض . وبغيابه يقع الإنسان في آتون القنوط من الله والتمرد على تعاليمه والشعور بالظلم البين ، حتى يصل إلى مرحلة الكفر بالحياة وازهاق الروح ، هذه المعانة الناتجة من عدم وجود العدالة الإجتماعية في الموازنة بين ارزاق البشر وثرواتهم ن معاناة تفوق القدرة البشرية على التحمل فتتنطلق عذاباتها بسلبية تهدد وجودها .
منها على سبيل المثال استباحة الشيخ طه قتل نفسه بالأنتحار بقذفها في بالوعة الصرف الصحى ، هانت دنياه في عينيه لأنه لم يري إلا سواد الظلم برغم شده ايمانه .
وفي الفقري : نفذت طاقة التحمل للمصائب المنهالة على البطل حتى جاهر بعتابه لله : ربنا إيه يا خوى … هوّ ربنا كان بيزرع …. ربنا عرف إحنا عرقنا قد إيه علشان نحرث ونبذر ونسقي ، يا ناس يا كفره ، ربنا ماله ومال الحرامية والأرض والزرع .
التناقض بين شدة الإحتياج لعدل الله والغضب من عدم تحققه ، لاينفي الإدراك التام لأن غياب العدل ناتج من وجود حرامية تسرق العرق والمحصول ، وهو لاينتظر ميزان العدل القانونى بل يجأر بميزان عدل إلاهى سريع ، غضب عندما لم تبطش به يد الله . أى ألم سحق آدميته حتى وصل لهذا الحد .
وفي ورقة المأذون البالية ، ليس الزنا هو مركز الحدث برغم أن كل الضوء مركز على دينامكية التصاعد والفتور في العشق بين شخوصه ، ولكن الطرح الحقيقي هو فتور الحياة بالمعتاد والروتين حتى تصبح قالب جامد يسير على أرجل ، فالعودة لمنابع بهجة الحياة المتمثلة في شجرة الجميز هو تجدد الروح ، هى ليست دعوة كما يظهر على سطحها للزنا ، بل هى صورة شديدة الصراحة كنيجاتف سلبى موجود بإيجابية في الحياة ، والأكثر سلبية طريقة الحل للقضاء عليها باجتثاث الشجرة وبناء جامع بالأسمنت كرمز دينى يزيد من تعقد المشكله . الدين روح ، من روح الشجر وغناء العصافير ، لامن قوالب طوب متراصة صلبة العقل ،خالية من الروح تعتمد على صرامة النصوص . الفطرة حياة خضراء متمردة على الأعراف وقوالبها .
ست الحسن
في بعض النصوص الأدبية ، يتفوق النص عى زمن كتابته ويتعداها إلى أزمنة أخرى ، ويستوعب نسيجه الإسقاط الرمزى لكل فترة تاريخية تمام الموائمة كأن النص كتب بطزاجة الحدث ، وهنا الإسقاط السياسى الرمزى يصلح للفترة التى عاشتها مصر عام 1967 ، ويصلح لإسقاط سياسى آخر لفترة حكم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك ، ويصلح للوضع الآنى للدولة المصرية على اعتبار الرب هو القوة المتغطرسة المتحكمة في العالم وهى القطب الأوحد بعد تفكك روسيا “أمريكا” وست الحسن هى مصر في جميع الحالات وحسن هو الشعب ، من هذا المنظور يمكن قراءة النص بصورة أقل حدية من التطاول على الذات الإلاهية ، لأن زاوية الكتابة متخذه التاريخ ملمح مدخلى أو إطار لفنتازيا العرض الأدبى كإطار لأطروحة الكاتب ، ولأن الحكم في مصر القديمة كان قائم على تأليه الفرعون ،فهذا هو ما فعله الكاتب أن حاكم البلاد هو ربها الأعلى ، واللغة الأدبية لاتتطلب أن تشرح مقصد الكاتب بل تترك الرؤية للمتلقي ، وكلاً بحسب ثقافة رؤيته .
وفي جميع المعانى ينادى الكاتب بموقفه لصالح الشعب وقواه العاملة والكفاح من أجل البناء حتى لوكانت أحلام ، للفوز بقلب الحبيبة الوطن ست الحسن والخروج بها من جنة اسحواز الطبقة الحاكمة وسلطاتها المقيدة للحرية ، “رفض الجنة ”

الأخضر لون يحمل معانى النماء ،الإستمرار ،البهجة ، فرح العين ، طمأنينة القلب ، ليونة وبسطة في الفكر ، الخضار يتخذ حياته من مصدر مائى عذب لونه من إحدى الألوان القزحية ، حياة عمقها من غرين الطمى الأسمر . لون يحمل رؤيه الكاتب بتأمل عميق .
والمتأمل في اتصال قمم الأشجار بالسماء ، غير المتأمل في الحد الفاصل بين أصفر الرمال والجبال وأزرق السماء في الصحراء . كلاهما يحمل رؤية وعقيدة إيمانية يختلف منظور التعبير عنها بحكم بيئة التواجد . اتجاه النظر صوب زرقة السماء ونور الله .
اتساع النظرة من محدودية حدقة العين إلى اتساع دائرة الكون ، هى الوسيلة لجعل السماء القاسم المشترك بين الأخضر والأصفر لاإنتاج وعى ثقافي ينهض بكل ما هو سلبى وتحويله لإيجابى ، بدل من سلبية النقد والهجوم بالمنع والحذف ، الوعى سلاح لاتساع الحدقات فترى العين رؤية اكثر عمقاً من السطح ، الإنارة الخضراء التوضيحية لعقول البسطاء هى البناء ،وهذا أكثر صعوبة وجهد من معاول الهدم .
العمل على الترابط بين مفاصل الوطن هو الفلاح على جميع المجالات وتعددها ..الوعى يا أبناء رمانة الميزان . وقلب العالم .

مى محمد رفعت
5/9/2013
في سطور

خريجة كلية التجارة جامعة القاهرة 1986
حاصلة على دبلومة تذوق فنى من أكاديمية الفنون 2002
دبلومة تصميم ازياء 2006

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى