قضايا المرأة

. ذهبت علا رمضان (23 عاماً) من غزة، وهي ربة بيت وخريجة جامعة، ذات يوم إلى طبيب ن…


الحركة النسوية في الأردن

.
ذهبت علا رمضان (23 عاماً) من غزة، وهي ربة بيت وخريجة جامعة، ذات يوم إلى طبيب نفسي، منزعجة من ابنها الذي يضرب أخاه الأصغر باستمرار، ولا تعرف ماذا تفعل معه، وحين عرضت المشكلة على الطبيب، سألها: ماذا تفعلين لتقوّمي هذا السلوك؟ أجابت: “أضربه بشدة، ولكنه لا يتوقف”
تقول: “عندها ابتسم الطبيب ابتسامة لم أحبها، وقلت له لم تضحك، فقال: ببساطة لأن الأطفال يتعلمون من خلال تقليد الكبار وليس كلامهم. أنت تضربين ابنك عندما يخطئ، وهو يتعلم منك أن هذه هي الطريقة الأمثل للتعامل مع الخطأ، وبالتالي هو يضرب أخاه الأصغر الأضعف منه، عندما يعتقد أنه يخطأ، هو فقط يقلدك”

تعذيب الأطفال للعصافير كان أبرز ما لاحظه المستعرب الياباني #نوبوأكا_نوتوهارا، عندما زار الريف المصري، باحثاً عن أجواء يوسف إدريس ونجيب محفوظ الروائية، في دراسة أكاديمية له
ذهل عندما رأى طفلاً يمشي بين الكبار، يسوق عصفورا جريحاً، بعد أن ربطه بحبل من عنقه، يجرجره على الأرض، واندهش أنه لم يتلق توبيخاً من أحد، كأنه منظر عادي، حينها استنتج فوراً أنه في مجتمع يقوم على علاقات القوة، وأن القوة لها شرعية أخلاقية في هذه المجتمعات
فكتب متسائلاً: “ضعيف تحت سيطرة قوي، والناس يقبلون سلوك المسيطر القوي، ويرضخون له، أي يسمح المجتمع أن تسيطر قوة على أخرى أضعف منه، وبالنسبة لي فإنني أتساءل: إذا سمح المجتمع بهذا المنظر فإلى أين سيصل؟”

يعلق الطبيب النفسي #كرد_محمد على ذلك: “تعذيب الأطفال للحيوانات يرتبط دائماً بوجود مشاكل عاطفية أو نفسية عند الأطفال، كأن يتعرّضوا لسوء معاملة في البيت أو لاكتئاب أو رغبة في الانتقام ممن هم أضعف منهم ليثبتوا أنهم أقوياء، و30% من الأطفال الذين يتعرضون للعنف المنزلي يلجؤون لمعاملة الحيوانات بعنف، كما أن الأشخاص الذين يمارسون العنف مع الحيوانات من النادر ألا يمارسوا العنف ضد البشر”

وتضيف الأخصائية الاجتماعية والنفسية #سمر_صندوقة: “عندما نضرب أطفالنا فنحن نقول لهم بشكل عملي إن العنف حل أو خيار مقبول للتعامل مع الخطأ أو حتى مع الاختلاف في الرأي، وهنا مكمن الكارثة! فمع الوقت تتعمق هذه الفكرة فنخلق مجتمعاً تسوده وتحكم علاقاته، سواء داخل المنزل أو خارجه، فكرة القهر والسيطرة، بحيث يقمع فيه كل صاحب سلطة من تحته”

في ردات فعل أخرى، يتسبب العنف بخلق شخصيات غير عنيفة لكنها مهزوزة جداً وخاضعة، وكثيراً ما تعاني من التنمر
عدا عن أضرار أخرى نفسية وجسدية جسيمة

???? إذا كنا نريد لأطفالنا حياة أفضل من حياتنا كما نردد دائماً، فهل لدينا الشجاعة لمراجعة هذه الثقافة؟

كتابة: #ريم_سويسي

.
ذهبت علا رمضان (23 عاماً) من غزة، وهي ربة بيت وخريجة جامعة، ذات يوم إلى طبيب نفسي، منزعجة من ابنها الذي يضرب أخاه الأصغر باستمرار، ولا تعرف ماذا تفعل معه، وحين عرضت المشكلة على الطبيب، سألها: ماذا تفعلين لتقوّمي هذا السلوك؟ أجابت: “أضربه بشدة، ولكنه لا يتوقف”
تقول: “عندها ابتسم الطبيب ابتسامة لم أحبها، وقلت له لم تضحك، فقال: ببساطة لأن الأطفال يتعلمون من خلال تقليد الكبار وليس كلامهم. أنت تضربين ابنك عندما يخطئ، وهو يتعلم منك أن هذه هي الطريقة الأمثل للتعامل مع الخطأ، وبالتالي هو يضرب أخاه الأصغر الأضعف منه، عندما يعتقد أنه يخطأ، هو فقط يقلدك”

تعذيب الأطفال للعصافير كان أبرز ما لاحظه المستعرب الياباني #نوبوأكا_نوتوهارا، عندما زار الريف المصري، باحثاً عن أجواء يوسف إدريس ونجيب محفوظ الروائية، في دراسة أكاديمية له
ذهل عندما رأى طفلاً يمشي بين الكبار، يسوق عصفورا جريحاً، بعد أن ربطه بحبل من عنقه، يجرجره على الأرض، واندهش أنه لم يتلق توبيخاً من أحد، كأنه منظر عادي، حينها استنتج فوراً أنه في مجتمع يقوم على علاقات القوة، وأن القوة لها شرعية أخلاقية في هذه المجتمعات
فكتب متسائلاً: “ضعيف تحت سيطرة قوي، والناس يقبلون سلوك المسيطر القوي، ويرضخون له، أي يسمح المجتمع أن تسيطر قوة على أخرى أضعف منه، وبالنسبة لي فإنني أتساءل: إذا سمح المجتمع بهذا المنظر فإلى أين سيصل؟”

يعلق الطبيب النفسي #كرد_محمد على ذلك: “تعذيب الأطفال للحيوانات يرتبط دائماً بوجود مشاكل عاطفية أو نفسية عند الأطفال، كأن يتعرّضوا لسوء معاملة في البيت أو لاكتئاب أو رغبة في الانتقام ممن هم أضعف منهم ليثبتوا أنهم أقوياء، و30% من الأطفال الذين يتعرضون للعنف المنزلي يلجؤون لمعاملة الحيوانات بعنف، كما أن الأشخاص الذين يمارسون العنف مع الحيوانات من النادر ألا يمارسوا العنف ضد البشر”

وتضيف الأخصائية الاجتماعية والنفسية #سمر_صندوقة: “عندما نضرب أطفالنا فنحن نقول لهم بشكل عملي إن العنف حل أو خيار مقبول للتعامل مع الخطأ أو حتى مع الاختلاف في الرأي، وهنا مكمن الكارثة! فمع الوقت تتعمق هذه الفكرة فنخلق مجتمعاً تسوده وتحكم علاقاته، سواء داخل المنزل أو خارجه، فكرة القهر والسيطرة، بحيث يقمع فيه كل صاحب سلطة من تحته”

في ردات فعل أخرى، يتسبب العنف بخلق شخصيات غير عنيفة لكنها مهزوزة جداً وخاضعة، وكثيراً ما تعاني من التنمر
عدا عن أضرار أخرى نفسية وجسدية جسيمة

???? إذا كنا نريد لأطفالنا حياة أفضل من حياتنا كما نردد دائماً، فهل لدينا الشجاعة لمراجعة هذه الثقافة؟

كتابة: #ريم_سويسي

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

الحركة النسوية في الأردن

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى