كتّاب

خالف تُعرف


آفة المجتمعات العربية – الإسلامية أنها تسمح لرجل الدين أن يفتى فى الطب والاقتصاد والسياسة والفن والكرة، ليس بصفته «مصدراً للتشريع» فحسب فهذه مقننة ومحسوبة، (يتدخل الأزهر عبر مناقشة البرلمان للقوانين)، لكن بالإضافة إلى التشريع الذى لم يأخذ حتى الآن بتحليل DNA كإثبات أصلى للنسب للآن ولا تزال المحاكم تطبق حديث الولد للفراش.. سوف تجد فوق رأس كل إنسان «شيخاً» يحرم عليه زوجته لأنه ألقى يمين الطلاق شفاهة ثلاث مرات أو يحلل للزوج «الاغتصاب الزوجى» رغم أنه مرفوض فى كل الاتفاقيات الدولية الموقعة عليها مصر باعتباره «عنفاً ضد المرأة».. المشايخ يحكمون المجتمع من الباطن، ولا أقصد رجال الأزهر أو الإفتاء فحسب فهناك (خطيب متطوع بالأوقاف مثلاً) لا تعرف أى شىء عن تعليمه ولا بيئته ولا حتى أهدافه من الوصول للمنبر!.
كل هذه القوة فى يد ناس (خارج السيطرة الأمنية)، احتلوا المجتمع باسم «الدفاع عن الدين»، والصراع ليس على الدين السماوى، الصراع على «الحكم ولو من الباطن» وبالتالى يصبح الاحتكام إلى حديث ضعيف فى قضية الحجاب لإضفاء التدين المظهرى على الناس ونشر «الرمز السياسى».. ويصبح «التكفير» سلاحاً ماضياً فى أيديهم: مَن ينشر التسامح وقبول المختلف، من ينتصر لحرية المرأة، من يكتب أو يعارض فتاواهم، من يبشر بالدين المعتدل الذى غاب، من يكفر «داعش» التى ترتكز فكرياً على أدبياتهم.. كل هؤلاء وغيرهم كفار دمهم مهدر وسُمعتهم فى الحضيض لأن أصحاب التوكيل الحصرى لدخول الجنة لم يرضوا عنهم، وللأسف فى أيديهم قانون ازدراء الأديان (المادة 89 من قانون العقوبات)!.
هل يجب أن نلجأ إلى الدين فى كل شعرة أو تفصيلة فى حياتنا؟.. نعم، لكن السؤال نلجأ لأى دين؟ هل للفقهاء الذين أباحوا زواج الطفلة (فى سن السادسة وأصغر)؟.. هل لدين التنمر بغير المحجبة والتحرش بها بزعم أنها «أسقطت رخصتها الشرعية للخروج من المنزل»؟

خالف تُعرف

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى