قضايا المرأة

. حين سافرت مع صديقتي إلى شرم الشيخ، وهالني ثقل حقيبتها، أجابتني أنها جلبت معها …


الحركة النسوية في الأردن

.
حين سافرت مع صديقتي إلى شرم الشيخ، وهالني ثقل حقيبتها، أجابتني أنها جلبت معها كل الملابس التي لا تستطيع ارتداءها في القاهرة، أو التي لا تصلح سوى للمدن السياحية، كشرم الشيخ والغردقة
لم أفهم قصدها بالضبط، إلا حين وجدتها ترتدي “شورتاً قصيراً” لتقضي به اليوم خارج الفندق، وتسير به في الشوارع بدون أي قلق، وهو ما تكرر بعد ذلك بأشكال مختلفة، حين ارتدت فساتين قصيرة للتنزه وحضور الحفلات البدوية، وحدث أيضاً حين وجدتها تتمايل مع أنغام الموسيقى وتطلق العنان لنفسها بالرقص دون أي خجل
الفرحة الطفولية والطمأنينة التي فيها صديقتي وهي تفعل ذلك وكأنها بدولة أوروبية، دفعتني لأن أتابع أعين المارة وأرهف السمع لالتقاط أي تحرش لفظي قد يصدر ضدها، أو ربما تتطور الأمور للأسوأ، لكن ذلك لم يحدث

???? لماذا يمكن لفتاة أن ترتدي شورتاً قصيراً وتسير به في شوارع مدينة مصرية بأريحية، في حين أنها لو فعلت ذلك في مدينة مصرية أخرى تتعرض للتحرش، وقد يتم اغتصابها؟
ولماذا يتعامل المصريين بكل هذا الرقي؟ فلا أحد يتدخل فيما لا يعنيه، والجميع يسير بحريته :

١) برأيي أن أول تلك الأسباب هو التواجد الأمني المكثف في شرم الشيخ وهو بالطبع تواجد أمني معني بالدرجة الأولى بالسائحين، لكن ذلك لم يمنع أن المصريين يستفيدون أيضاً، خاصة أن أفراد الأمن يتعاملون بحزم وصرامة مع أي قضية تتعلق بالتحرش، لأن ذلك يعني “فضيحة عالمية”، وهو ما لاحظته حين تعرضت سائحة قررت السير بـ “المايوه” لتحرش لفظي من أحد المارة، فتمّ احتجازه على الفور

٢) السبب الثاني يتعلق بالصورة الذهنية لتلك المدن السياحية في مخيلة المصريين، بمعنى أن أي قادم لشرم الشيخ مثلاً، لديه صورة أنها مدينة تتمتع بحرية نسبية، وبالتالي سير فتيات يرتدين ملابس قصيرة أو أجانب يرتدين مايوهات هو أمر طبيعي
وبسبب تلك الصورة الذهنية يلتزم معظمهم بضبط النفس

٣) أما السبب الثالث فهو الاعتياد، فحين تحدثت مع عامل أحد المقاهي عن تلك النقطة، أخبرني أن مشاهدة امرأة ترتدي ملابس قصيرة في البداية “كان يثيرهم”، أما الآن فاعتادوا على ذلك، وبالتالي لا تحدث أي مضايقات أو تحرش، وإجابة عامل المقهى تلك لربما أجابت على سؤال لماذا كانت المرأة المصرية في أحد الأيام ترتدي “ميكروجيب” وتسير به في شوارع القاهرة دون أي مضايقات؟ ببساطة، لأن المصريين وقتها اعتادوا ذلك

???? تلك الأسباب الثلاثة أثبتت أن منع التحرش وتوفير بيئة آمنة للمرأة المصرية ليس مجرد حلم، تلك الحجة التي تستخدمها مؤسسات الدولة للتنصل من مسؤوليتها متناسية أن التحرش جريمة مثله مثل السرقة، فهل تبرر الدولة السرقة أم تتصدى لها؟

كتابة: @raseef22

.
حين سافرت مع صديقتي إلى شرم الشيخ، وهالني ثقل حقيبتها، أجابتني أنها جلبت معها كل الملابس التي لا تستطيع ارتداءها في القاهرة، أو التي لا تصلح سوى للمدن السياحية، كشرم الشيخ والغردقة
لم أفهم قصدها بالضبط، إلا حين وجدتها ترتدي “شورتاً قصيراً” لتقضي به اليوم خارج الفندق، وتسير به في الشوارع بدون أي قلق، وهو ما تكرر بعد ذلك بأشكال مختلفة، حين ارتدت فساتين قصيرة للتنزه وحضور الحفلات البدوية، وحدث أيضاً حين وجدتها تتمايل مع أنغام الموسيقى وتطلق العنان لنفسها بالرقص دون أي خجل
الفرحة الطفولية والطمأنينة التي فيها صديقتي وهي تفعل ذلك وكأنها بدولة أوروبية، دفعتني لأن أتابع أعين المارة وأرهف السمع لالتقاط أي تحرش لفظي قد يصدر ضدها، أو ربما تتطور الأمور للأسوأ، لكن ذلك لم يحدث

???? لماذا يمكن لفتاة أن ترتدي شورتاً قصيراً وتسير به في شوارع مدينة مصرية بأريحية، في حين أنها لو فعلت ذلك في مدينة مصرية أخرى تتعرض للتحرش، وقد يتم اغتصابها؟
ولماذا يتعامل المصريين بكل هذا الرقي؟ فلا أحد يتدخل فيما لا يعنيه، والجميع يسير بحريته :

١) برأيي أن أول تلك الأسباب هو التواجد الأمني المكثف في شرم الشيخ وهو بالطبع تواجد أمني معني بالدرجة الأولى بالسائحين، لكن ذلك لم يمنع أن المصريين يستفيدون أيضاً، خاصة أن أفراد الأمن يتعاملون بحزم وصرامة مع أي قضية تتعلق بالتحرش، لأن ذلك يعني “فضيحة عالمية”، وهو ما لاحظته حين تعرضت سائحة قررت السير بـ “المايوه” لتحرش لفظي من أحد المارة، فتمّ احتجازه على الفور

٢) السبب الثاني يتعلق بالصورة الذهنية لتلك المدن السياحية في مخيلة المصريين، بمعنى أن أي قادم لشرم الشيخ مثلاً، لديه صورة أنها مدينة تتمتع بحرية نسبية، وبالتالي سير فتيات يرتدين ملابس قصيرة أو أجانب يرتدين مايوهات هو أمر طبيعي
وبسبب تلك الصورة الذهنية يلتزم معظمهم بضبط النفس

٣) أما السبب الثالث فهو الاعتياد، فحين تحدثت مع عامل أحد المقاهي عن تلك النقطة، أخبرني أن مشاهدة امرأة ترتدي ملابس قصيرة في البداية “كان يثيرهم”، أما الآن فاعتادوا على ذلك، وبالتالي لا تحدث أي مضايقات أو تحرش، وإجابة عامل المقهى تلك لربما أجابت على سؤال لماذا كانت المرأة المصرية في أحد الأيام ترتدي “ميكروجيب” وتسير به في شوارع القاهرة دون أي مضايقات؟ ببساطة، لأن المصريين وقتها اعتادوا ذلك

???? تلك الأسباب الثلاثة أثبتت أن منع التحرش وتوفير بيئة آمنة للمرأة المصرية ليس مجرد حلم، تلك الحجة التي تستخدمها مؤسسات الدولة للتنصل من مسؤوليتها متناسية أن التحرش جريمة مثله مثل السرقة، فهل تبرر الدولة السرقة أم تتصدى لها؟

كتابة: @raseef22

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

الحركة النسوية في الأردن

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى