مفكرون

#حوار_بدون_عنعنة (الجزء الثامن)…


#حوار_بدون_عنعنة (الجزء الثامن)
#الشفاعة.

👳‍♂️: أخي الكريم، إن الشفاعة قد ذكرها الله في آيات كثيرة، فالأنبياء يشفعون والصالحون يشفعون، فهذا يعني أن شفاعة هؤلاء قد تُنجي شخصاً من النار وتُدخله الجنة.
فإذا كانت الشفاعة لله، فكيف نوفق بين قوله تعالى (لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة) وقوله (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)؟
🧔🏻: هي موفقة أصلاً، لا تتم الشفاعة إلّا بإذن الله، أليس كذلك؟
👳‍♂️: صحيح.
‏🧔🏻: السؤال هو: ماذا لو لم يسمح الله بذلك؟ هل ستنفعك شفاعة أحدهم مهما كان؟
‏ماذا لو لم يأذن الله؟
👳‍♂️: في هذه الحالة لن تكون هناك شفاعة.
🧔🏻: إذاً أين هي الشفاعة التي تتكلم عنها؟
الله هو الوحيد الذي يشفع.
‏فإذا شفع لك الله، فالكل يستطيع أن يُقدّم شفاعته بعد الله، لأنك أصلاً قد شُفِعَ لك من عند الله، فهو أذِنَ بالشفاعة لك، ثم يأتي خلقه من بعده وليس قبله.
قال تعالى:
‏(يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا) طه 109
الإذن من الله لعبده بأن يشفع له، هي أصلاً شفاعة من الله له، وبعد شفاعة الله له، لن يحتاج أي شفيعٍ آخر.
فالشفاعة ليست بالمُطلق، بل هي مقيدة ومرتبطة بإذن الله.
👳‍♂️: هذا يعني أنه إذا لم يأذن الله بالشفاعة، فلن تنفع الشفاعة صاحبها!!
🧔🏻: بالضبط، فإذا لم يأذن الله بالشفاعة، فهذا والعياذ بالله أمرٌ خطير على الإنسان، فالشفاعة هي رحمة وإنقاذ، فإذا لم يأذن الله، فهذا يعني أن هذا الشخص قد أجرم مع الله، لذلك رفض شفاعة أحد له.
فلو لم يشفع لك الله (يرحمك) فلن تنفعك شفاعة كل الرسل وغيرهم.
قال تعالى:
(فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ) المدثر 48
‏إذاً شرط الشفاعة هي:
‏أن يشفع الله لك أولاً.
‏وبالتالي إعمل وادعو الله، ولا تنتظر أحد إلّا الله.
‏فعلى الله توكل، ولا تتوكل على أي أحد مهما نفخوا فيه وعظموه، فلن ينفعك إطلاقاً.
👳‍♂️: لكن رسول الله له مكانة عند الله!!!
🧔🏻: إسمه رسول وليس إله أو صاحب خوارق!!
‏فالرسول حامل لرسالة، وليس مالك الجنة والنار.
قال تعالى عن رسول الله:
(لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) آل عمران 128
ليس له من الأمر أي شيء، نحبه ونتبع الرسالة التي جاء بها، فهو ليس له من الأمر أي شيئ، سيكون شهيداً علينا وسنكون شهداء عليه بأنه بلّغ الرسالة، ونحن نشهد على ذلك.
أين شفاعته هنا يا ترى؟
‏(قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) الأحقاف 9
‏(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) الأحزاب 45
‏وليس شفيعاً!!
‏(يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) الأنبياء 28
‏إلّا لمن إرتضى!!
‏فرضى الله هو أول الأمر.
‏وإذا رضي عنك الله فأنت غني عن كل ما دونه.
قال تعالى (مَن ذَا ٱلَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذْنِهِ) البقرة 255
فهنا الفصل في موضوع الشفاعة، وهو إذن الله.
يبقى السؤال: ماذا لو لم يأذن؟
👳‍♂️: أعتقد أنه لن تنفع شفاعة الشافعين، لكني لم أنتبه لهذه المسألة التي هي إذا لم يأذن الله بالشفاعة!!
🧔🏻: لأن الغالبية قرأت القرآن قراءة ببغائية بفهم كهنة الدين، فهي مجرد قراءة دون فهم أو تدبر.
فإذا لم يأذن الله بالشفاعة لشخص ما، فمصيره مباشرة إلى الهاوية.
‏إذاً كل شيئ متعلق بالله، ومنه حاول إرضاء الله كي يشفع لك وليس إرضاء ميت تحت التراب.
قال تعالى (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا 👈مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ 👉ۖ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) الأنعام 48
‏وليس شافعين.
من آمن وأصلح، لا خوف عليه ولا يحتاج شفاعة أحدهم.
‏هذه بشرى من عند الذي لا يبدل القول لديه.
‏أما من لم يؤمن إلّا وهو مشرك ولم يصلح، فلن تنفعه شفاعة أحد وتجارته بائرة ومآله إلى الهاوية
‏وسيخيب ظنه.
👳‍♂️: لماذا؟
🧔🏻: لأنه لم يتوكل على الله، بل توكل على بشر مثله.
‏الفرق بينه وبين ذلك البشر، هو أنه ليس رسول فقط!!
‏الذين يتوكلون ويرجون أن يشفع لهم رسول الله، ويدعونه بأن يشفع لهم ويذكرونه دائما وحتى في بيوت الله، فهم لا يختلفون إطلاقاً عن مشركي قريش!!
‏الفرق الوحيد أن مشركي قريش كانوا يتقربون بهم ويطلبون شفاعتهم من حجر.
‏وهؤلاء يفعلون ذلك من بشر.
‏تغير الأسلوب وقلوبهم متشابهة.
‏فهم يحبون الشرك حباً جما.
👳‍♂️: لكن أعتقد أن رجال الدين يتحملون أوزار من أضلوهم، وليس على الإنسان شيء.
🧔🏻: عندما تقول لله هذا الكلام، سيجيبك بقوله تعالى (أَلَمْ تَكُنْ ءَايَٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ) المؤمنون 105
(قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِىٓ أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ۝ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلْيَوْمَ تُنسَىٰ) طه 125-126
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ ءَايَٰتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا۟ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ) الزمر 71
سيقول لك أن آياتي كانت تتلى عليك ليل نهار، وفيها تحذير من إتباع أي مصدر للدين غير القرآن، وفيها تحذير من إتباع ما يفعله البشر وتستسيغه وتجعله ديناً، لكنك كذّبت بآياتي وجئت بدين لم أئذن به.
لذلك أنا أقول لك شغّل عقلك.

يتبع…
#شغّل_عقلك

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Hussein Alkhalil

الجدال والنقاش مع المغيبين مضيعة للوقت، قل الفكرة واترك له حرية التفكير، إن كان له عقل يفكّر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى