مفكرون

حسين الوادعي | من صفات العقلية البدائية الطفولية انها لا تفرق بين الرمز

من صفات العقلية البدائية الطفولية انها لا تفرق بين الرمز والمرموز اليه، أو بين الحقيقة والتعبير الفني عن هذه الحقيقة.
اذا كان لدى ابنك لعبة على شكل إنسان وحطمتها ، فانه سيبكي وسيتعامل مع الحدث كانك فعلا قتلت انسانا حقيقيا.
عند بعض الشعوب البدائية، اذا كتبت اسم شخص على لعبة وطعنت اللعبة او حرقتها فانت بهذا تضره هو شخصيا وتسعى لقتله.
تجمد الضمير الاـ///ــلامي عند هذه العقلية البدائية..
فحرق مصحف بالنسبة لهم ليس حرقا لنسخة ورقية من بين عشرات ملايين النسخ في العالم، انه حرق للقرآن نفسه،
ورسم ساخر ليس مجرد عمل فني يسخر من شخصية ماتت قبل 1400 ولم يعد من الممكن “ايذاؤها” .. انه ايذاء و “سحر أسود” بنفس طريقة الإيذاء عبر الدمية.. ورسم الرسول ليس رمزا له عند هذه العقلية الطفولية البدائية، الرسم هو الرسول نفسه وقد تم تشويهه وايذاؤه.
لهذا يتعامل مع الرسوم الساخرة بنفس تعامل الطفل مع دميته المحطمة.
العالم عند العقلية البدائية عالم مسحور، لا يمشي بقوانين الطبيعة بل يتحرك بناء على روحانيات وقوى سحرية غامضة.


على تويتر
[elementor-template id=”108″]

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى