كتّاب

جَلالَةُ المَلِكَة…


جَلالَةُ المَلِكَة

على الهوى
تَعزِفُ الأُنثى فَنَنسَجِمُ
كَأَنَّها شَهقَةٌ في العُودِ، أَو نَغَمُ

تَمُرُّ مِن كُلِّ مَعنىً
في قصيدتِها
كمَا يَمُرُّ مِن الأُسطُورَةِ الحُلُمُ

تَاجٌ على
غُرَّةِ التّاريخِ مِن سَبَأٍ
وقِصَّةٌ كُلُّ شَيءٍ قَبلَها عَدَمُ

تُقَبِّلُ الشَّمسُ
شُبَّاكَينِ مِن ذَهَبٍ
في مَعبَدِ الشَّمسِ لم يُغلِقهُما القِدَمُ

مِن قبل أَن
يَقِفَ الأَعرابُ لِامرأَةٍ
كانت بِلادي إِلى بلقيسَ تَحتَكِمُ

ولم تَزَل
أَلفُ بلقيسٍ على شَفَتي
لم يَنكَشِف بِاسمِها سَاقٌ ولا قَدَمُ

الحِمْيَرِيَّةُ في
ثَوبِ المُلُوكِ، وفي
بِيجَامَةِ النَّومِ، لا رَبٌ ولا صَنَمُ

كَأَنَّ لا بِنتَ
فوق الأَرضِ تُشبِهُها
وليس في النَّاسِ إِلَّاها فَمٌ ودمُ

هنا أَسَامِي
اليَمَانِيَّاتِ شَاهقةٌ
كَأَنَّهنَّ سَماءُ اللهِ، أَو نُقُمُ

المَرأَةُ اليَومَ
لا يَومٌ يُحِيطُ بها
ولن يَجُورَ عليها الوَاقِعُ القَزَمُ

المرأَةُ اليَومَ
ما لا تُدرِكُ امرأَةٌ
إِلَّا التي يَتَدَلَّى حولها العَلَمُ

تِلك الجمِيلةُ
في بَالِ البِلادِ، أَلَا
تَرَونَها كيف بِاسمِ اللهِ تَعتَصِمُ

تُدَثِّرُ الوَطَنَ العَاري
بِضِحكَتِها
كي لا تُمَزِّقَهُ الأَحزانُ والسَّأَمُ

تُرَشرِشُ الرَّملَ أَحلاماً
وتَزرَعُهُ
حُبّاً كَبيراً، لِكَي لا يَكبرَ الأَلَمُ

إِنَّ النِّساءَ
عَصافيرُ الإِلهِ على
غُصونِ أَيَّامِنا الخضراءِ تَبتَسِمُ

الأُمُّ في البَيتِ
تَرعانا بِرَحمَتِها
كَأَنَّما نحن في قُرآنِها الرَّحِمُ

وتُسدِلُ الجَدَّةُ الأُولَى
ضَفَائِرَها
على الأَساطِيرِ، حتى تَشبَعَ الغَنَمُ

والأُختُ إِذ
تَسرِقُ الحَلوَى وتَأكُلُها
صارت تُشَاطِرُكَ الحَلوَى وتَقتَسِمُ

لَن يَنفَدَ الحُبُّ
في الدُّنيا ولَوعتُهُ
ما دامتِ امرأَةٌ بِالحُبِّ تَلتَزِمُ

فَرَاشَةُ الرُّوحِ
تَجلُو شَعْرَ دُميَتِها
وأُختُها مِن هُدُوءِ القِطِّ تَنتَقِمُ

يا جَنَّتي وجُنُوني أَنتِ
يا امرأةً
بها أَعِيشُ اكتِمالي حين نَلتَئِمُ

بها امتَلَأتُ تماماً
إِنّها وَطَني
وهل يُفَرِّطُ في الأَوطانِ مُحتَرَمُ؟!

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى