كتّاب

جمالٌ هذا.. صاحب الطريقة والطريق، نور السُبل لا ضوء آخر…


جمالٌ هذا.. صاحب الطريقة والطريق، نور السُبل لا ضوء آخر النفق.

أعرفه جيدا، ليس كلب صيد ولا ميكرفون جامع السوق..
إن جمال صياد ماهر وذكي، يصطاد للحقيقة ولليمن، لا للحسابات وللربح..
لا يجرب المؤذنون أصواتهم عبره، ولا يستخدمه التائهون للبحث عن مفقوداتهم.. إنه فضاء لا بوق، صوت الرعد لا مواء القطط في سكون الليل.

جمال المليكي ليس مجرد صحفي أو باحث في الجحيم عن ورد الحقيقة.. هو الحقيقة.

مذ بدأ الطريق إلى صنعاء، كان مشّاء الأعالي وخطى النبيين في دروب الحق، لم يعلق في الوحل ولم يتعلق في سيارة أجرة أو كتف باطل.

في تلك الطريق أخذنا إلى الحقيقة المرة، فتح أعيننا على الخطر من الجذور حيث الألغام والخطط والمؤامرات، إلى السطح الذي طفا عليه كل ذلك الحقد والتربص بمستقبل وحاضر اليمن.

عرفت جمال من هناك، إذ لم تمر خطاه الأولى على حقول الألغام في حجور، لم يتلمس السواعد والسيقان المبتورة لأطفالنا في كشر وعاهم، مشيت في طريقه إلى صنعاء حتى نهايته، النهاية التي صحت بوجهها.. أين أشلاء وسيقان أهلنا؟ لماذا تغمض الأعين عنا ولا يزال الموت الكامن يترصد لعب الأطفال وعشب المراعي؟!
حينها؛ لم تكن قد انفتحت بيننا نافذة ولا باب للصداقة أو اليقين، لكنه أجاب من البعيد، وكشف الغطاء لاحقا عن واحدة من حكايات الموت العائد من متاهة الماضي على شكل قاوق محشو بالشظايا ومفخخ بالخرافة والحقد.

ومنذ ذلك الحين، ظل جمال يسلك الطرق التي تفتح أعيننا على الضياع الشاسع ومكائد الأخوة والأصدقاء، لم يستغله أحد بقدر ما استغل الطرق المتقاطعة للخصوم من أجل الوصول بنا إلى الحقيقة.. من أجل الانتصار لليمن، وهذه ليست مغالطات ولا تلميع، بل شهادة وموقف ومعرفة للرجل.

دعوا جمال يمر.. دعوه يعبر..

ما ننكره عليه ومنه اليوم.. سوف نجده في الغد ماثلا بين يدينا، ما نسميه استغلالا واستغفالا.. سوف نكتشف لاحقا أنه نصال وسكاكين في خاصرتنا وخاصرة اليمن.

أثق في جمال صداقةً وصدقا ، ولا يمكن للجمال أن يكون قبحا أو حجرا في يد عدو يهشم بها جمجمة اليمن.
التافهون كثر، نعرفهم ونرى ابتذالهم وهم يتحنون بالبلاهة وينقطون حروفهم بالتملق والارتهان والتبعية، ويعملون كقفازات لمشاريع وخصومات وأحقاد الإبل في الصحراء.. لكن، وبقليل من المنطق والحكمة والإنصاف، نستطيع أن نرسم صورة واضحة لجمال المليكي بعيدا عن الفرز والانحيازات.. ومن خلال الصورة سوف نصل إلى المأساة.. إلى الحقيقة.. إلى روح جمال.. و إلى اليمن المغدور الذي ينزف من أعناق الجبال وصدور الوديان وأطرف السواحل وقلوب المشردين والجائعين وفاقدي الحيلة.
غدا الأحد، سوف يسلك بنا جمال الطريق إلى الساحل الغربي في رحلة مكاشفة قد لا تضيف إلى ما نعلمه شيئا، لكنها ضرورية لعل الصوت أو الصدى يغلقان الأبواب في وجه أطماع الرمل والزجاج.

ملاحظة..
الصورة لا علاقة لها بالمنشور، والمنشور قناعة لا قناع، وموقف لا وقف.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى